يبدو أن المظاهرات المعادية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بدأت تطرح تحديات دبلوماسية أمام محاولات الرئيس أوباما إقامة علاقات جيدة مع الأنظمة الجديدة في العالم العربي. لكن العديد من المثقفين في العالمين العربي والإسلامي سارعوا إلى التنديد بالغوغائية التي واكبت الاحتجاجات الشعبية ضد الفيلم المسيء للرسول الكريم، واعتبروا أن هذه الاحتجاجات المحقة والصحيحة لم تعكس الصورة الفعلية للدين الإسلامي الحنيف. وقد بادر عدد كبير من الفقهاء المسلمين إلى إدانة الهجمات المسلحة ضد مراكز البعثات الدبلوماسية في مختلف الدول العربية والإسلامية، وأكدوا أنها تتنافى مع تعاليم الشريعة التي تدعو إلى ضرورة الحفاظ على حياة وممتلكات الناس. كذلك سارعت الكنيسة القبطية المصرية إلى التبرؤ من منتجي هذا الفيلم، وأدانت كل ما ورد فيه من أضاليل.كما أن بطريرك الطائفة المارونية في لبنان وصف الفيلم بالمقزز . ودعا إلى سحبه من التداول فورا. وذكرت مجلة دير شبيغل الألمانية أمس أن السوريين يشعرون بالغضب الشديد من الهجمات التي استهدفت السفارات الغربية في الوقت الذي يقوم النظام السوري بقصف المدنيين يوميا دون أن يدفع ذلك المسلمين والعرب إلى تحريك ساكن. وقال موقع «الدمري» على صفحته على شبكة الإنترنيت: «العرب قوم عاطفيون. فالأفلام تدفعهم إلى الضحك وإلى البكاء والمديح وحتى إلى القتل. ولكنهم عندما يرون المساجد والكنائس السورية تدمر بالقصف الوحشي، والنسخ القرآنية تحرق، والنساء تغتصب. فإنهم لا يهتمون لأن هذا ليس فيلما، بل حقيقة واقعية. ولذلك نتمنى لو أن ما يحدث في سورية كان فيلما لأن ذلك كان يدفع العرب إلى فعل شيء ما لمساعدتنا على الأقل». المفكر الأمريكي «برايان وليامس» قال لشبكة «إن بي سي» التلفزيونية إنه يتفهم غضب المسلمين بسبب الإساءة إلى النبي الكريم. لكنه لا يستطيع أن يفهم هذا العداء المفاجيء لكل ما هو غربي. علما أن السلطات الرسمية لا علاقة لها بهذا الفيلم. وبالرغم من صدور إدانات رسمية لكل ما ورد فيه.