نوف الهاجري تعلق على قضية المراهق الذي أزهقت روحه لشدة ما تعرض له من إيذاء جسدي على يد والده، نوف لفت نظرها أن الأم بقيت صامتة متسترة على جريمة زوجها فلم تبلغ عنه، ولم تستعن بأحد ليصحب ابنها المعتدى عليه إلى المستشفى، وهي ترى أن هذا يعكس خوف الأم من الأب، سواء خوفها أن يؤذيها هي أيضا أو خوفها أن يطلقها ويلقي بها إلى الشارع مع من تبقى من أطفالها أو خوفها من الاثنين معا، فالزوجات في حاجة إلى الحماية من الأزواج الوحوش الذين يمارسون الإرهاب داخل بيوتهم ويثيرون الرعب في قلوب أفراد أسرهم، فهذه القضية ليست قضية عنف أسري يقع من الأب على ابنه فقط وإنما أيضا قضية عنف نفسي موجه من الزوج إلى الزوجة. وتختم نوف رسالتها بالقول: «هل نامت أم الولد تلك الليلة وهي تشهد كل ذلك العذاب يوجه لولدها، وتسمع أنينه من الوجع فلا تستطيع نقله إلى المستشفى؟، وهل يختلف فعل هذا الأب عن فعل من يسميهم الإعلام (شبيحة) و (بلطجية) الذين يجدون لذتهم في إيذاء الناس وقتلهم وسحبهم؟». وأنا أثني على كلامك يا نوف فكثير من الزوجات اللاتي يتعرضن للعنف من أزواجهن ويتلقين ذلك باستسلام وصبر مقيت، هن يلجأن إلى الصبر والتحمل ليس حبا في الزوج المؤذي وإنما لخوفهن من الطلاق، فمواجهة الحياة بعد الطلاق تبدو لهن أمرا مرعبا خاصة متى كن لا يجدن حبا أو دعما من أهلهن. وهنا يظهر دور الجمعيات المدنية في دعم أمثال هؤلاء النساء الضعيفات فدورهن أن يقدمن للنساء التمكين الذي تحتاج إليه المرأة لتشعر بالأمن في حياتها، كأن يمكن المرأة العاطلة من العمل والكسب المادي لتؤمن لنفسها وأطفالها ما يغنيها عن الحاجة إلى أحد، وأن ييسر لها بعد الطلاق تأمين مسكن آمن يظلها ومن معها من الصغار، فهذه أساسيات الحياة التي لابد لكل امرأة أن تطمئن إلى توفرها ليزول عن قلبها الرعب من شبح الطلاق.. إنقاذ المرأة من مخالب زوج متوحش، لايعني إنقاذ حياتها وحياة أولادها فحسب، وإنما هو قبل ذلك يعد إنقاذا للكرامة الإنسانية التي يتكرر سحقها على يد أمثال أولئك الأزواج أو الآباء أو غيرهم. كما أظن أن من المصلحة اطلاع النساء المقبلات على الزواج على سجل الرجل متى كان صاحب سوابق في العنف الأسري، وذلك بأن يسجل في صك الطلاق حادثة الإيذاء التي تسببت في وقوع الطلاق، وبهذا يمكن تفادي أن تغش امرأة بريئة فتقع في شرك زوج مؤذٍ. فاكس: 4555382-1 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة