تتواصل العمليات العسكرية في سورية بين قوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة، وعلى رأسها جيش سورية الحر. ومن التطورات الهامة على هذا المستوى مواصلة النظام محاولاته لاستئصال قوى الجيش الحر خاصة في مدينه حلب، وإن كانت متابعة العمليات الميدانية التي تجري هناك تؤكد على صعوبة نجاحه في تحقيق ذلك، وبالتالي استمرار وتواصل العمليات العسكرية ونزيف الدم لفترة مقبلة، كما أن عودة المواجهات بصورة كبيرة في العاصمة دمشق تشير بوضوح إلى تغلغل المعارضة في الأوساط الشعبية، وتزايد البيئة الحاضنة الشعبية للمعارضة في ظل تردي الحالة الأمنية والمعيشية وهو مايرجح تراجع سيطرة النظام على العاصمة خلال الفترة المقبلة، ومن التطورات اللافتة للنظر ما يجري في المنطقة الشرقية في سورية حيث نجحت الأحزاب الكردية خاصة حزب الاتحاد الكردستاني في فرض هيمنته وسيطرته على العديد من البلدان والمدن خاصة مدينة القامشلي وقام بانتخاب إدارة ذاتية كردية تدير تلك المناطق، والحزب المذكور هو الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي، وكانت قياداته على صلة تاريخية وثيقة بالنظام السوري، وهو ما يرجح أن يكون ذلك قد تم بالتفاهم بين النظام السوري والأكراد خاصة أن القوات العسكرية الكردية في تلك المنطقة منعت عناصر جيش سورية الحر والميليشيات المتحالفة معها من دخول تلك المنطقة التي تبدأ بمدينة عفرين قرب الحدود التركية، ولا شك أن ذلك التفاهم وما حققه الأكراد من مكاسب على الأرض يمثل البداية لتفتت الدولة السورية حيث لا يتصور أن يتراجع الأكراد عما حققوه من مكاسب. بالإضافة إلى ذلك فإن المواجهات التي تجري بين قوات النظام والمعارضة المسلحة خاصة في المناطق المختلطة مذهبيا ( سنه علويين) تشير إلى دخول سورية مرحلة الحرب الطائفية، ويؤشر ذلك كله إلى أن الأزمة السورية تتجه إلى مزيد من التعقيد، ولم تتضح حتى الآن أية خريطة طريق لحل الأزمة حيث لا يزال الموقف الدولي في حدوده التي ترتكز على تأجيل التدخل العسكري بقدر الإمكان لعدم تبلور البديل القادر على السيطرة على الأوضاع بعد رحيل النظام، وفشل الجهود المبذولة لتغير موقف روسيا التى لاتزال تساند النظام، وكذلك إيران الداعمة للنظام بغير حدود، واستمرار عجز الموقف العربي عن ممارسة دور أكثر فاعلية.