أكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن: أن عدد المدنيين السوريين الذين قتلوا منذ بدء الثورة وصل إلى 30 ألفا فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من مئة ألف. وأفاد عبد الرحمن في حوار أجرته «عكاظ» أن النظام الأسدي مستمر في قتل الشعب السوري، ضاربا بعرض الحائط كل المبادرات لإنهاء الأزمة السورية، وأوضح أن الدول الغربية تدعم الشعب السوري في الشتات، مطالبا إياهم بالاهتمام بلاجئي الداخل الذين يعيشون حالة إنسانية سيئة ومزرية ويحتاجون بشدة للمساعدة لأنهم منسيون ومقموعون، وزاد «إن مأساة النازحين في الداخل أكبر وأعمق وأسوأ». وأشار إلى أن الحوار التلفزيوني الأخير الذي أجراه رئيس النظام بشار الأسد مع قناة الدنيا يشكل وثيقة قانونية ممكن أن تدينه عند محاكمته كمسؤول أول عن كل المجازر والجرائم التي ارتكبت.وفيما يلي وقائع الحوار: • بصفتك رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، ما هي قراءتك للاندفاعية الدولية في جلسة مجلس الأمن الدولي لتقديم الغوث للاجئين السوريين في الخارج؟ • في الحقيقة إن الدول الغربية ساعدت الشعب السوري كي لا يضيع في الشتات ويكون مصيره كمصير اللاجئين الفلسطينيين ولكي نقضي عشرات السنين كي نعود إلى أراضينا، المطلوب وبشكل عاجل من الدول الغربية مساعدة السوريين داخل أراضيهم وليس مساعدة السوريين في الشتات فقط، فهناك سوريون داخل الأراضي السورية يعيشون حالة إنسانية سيئة ومزرية نتيجة استمرار القتل والتنكيل ضدهم وأصبحوا منسيون ومقموعون، وأعتقد أن فكرة إنشاء المناطق العازلة هي فكرة جيدة، وإيجاد ملاذات آمنة للذين يخشون القتل والذين يهجرون من المناطق كبانياس واللاذقية وغيرها من المناطق التي طاولها القصف وعمليات الإرهاب النظامية في جميع المدن السورية التي أصبحت تعاني من ويلات الشبيحة وأزلام النظام الدموي. وعلى العالم بداية النظر في مساعدة النازحين السوريين في الداخل قبل الخارج لأن المأساة في الداخل أكبر وأعمق وأسوأ، وهذا لا يعني أن نتجاهل اللاجئين في الخارج لأن العالم يرى ما يجري للاجئين في الخارج ولكن لاجئي الداخل مقموعون ولا أحد يعلم مصيرهم. • تركيا تثابر على المطالبة بإنشاء مخيمات داخل الأراضي السورية أي تدفع لإقامة مناطق عازلة، هل ترى إمكانية لإنشاء تلك المناطق؟ • كما قلت من المفروض أن يعمل المجتمع الدولي على إيجاد مناطق آمنة داخل الأراضي السورية، ونقول ونكرر أن هناك ملايين السوريين يعيشون في الشتات ويعانون ظروفا إنسانية قاهرة وصعبة، ولكن هناك قرى في الداخل السوري هجرت وأخرى هدمت بالكامل وهناك أحياء في حلب أزيلت نهائيا وأهلها من دون مأوى ولا غذاء، وعلينا العمل بقوة باتجاه إنقاذهم من جحيم النظام الدموي ومن بطش قواته البربرية. •وفقا للمرصد السوري، ما هي الحصيلة حتى الآن لعدد القتلى والجرحى والمفقودين خلال الثورة؟ • لقد فاق عدد السوريين الذين قتلوا الموثقين منذ أكثر من 10 مارس الماضي 30 ألفا وغالبيتهم من الأطفال والمدنيين، وهناك 7 آلاف قتيل من القوات النظامية وأكثر من ألف شهيد من المقاتلين المنشقين، ومن الشهداء المدنيين هناك من حمل السلاح للدفاع عن أرضه وعرضه وكرامته وإنسانيته، كما أن هناك آلاف المفقودين لا يستطيع أحد إحصاء أرقامهم بشكل دقيق داخل المعتقلات التابعة للقوات النظامية، ومن الممكن أن يكون بعضهم موجودا داخل مقابر جماعية في الكثير من المناطق. أما بالنسبة للجرحى على تفاوت حالاتهم، فقد بلغ عددهم أكثر من مئة ألف جريح. • هذا الرقم المجهول الذي تتحدث عنه من المفقودين ما هو تقديركم التقريبي له؟ • بشكل مؤكد نقول إنه بين السبعة والعشرة آلاف لأننا لا نعلم في بعض المناطق الصغيرة قد يوجد المئات منهم ولكن هناك رقم لا يدخل ضمن الإحصاءات وهو آلاف المعتقلين من القوات النظامية المسلحة والأمنية، بعضهم حاول الفرار من الخدمة الإلزامية لكي لا يقتل أبناء شعبه، والبعض الآخر فكر بالانشقاق. وهناك الآلاف ممن رفضوا تنفيذ أوامر القوات النظامية، وهناك مقابر جماعية في ريف حمص وذلك بحسب أكثر من ناشط في المنطقة، ووجد في مقبرة جماعية الشهر الماضي أكثر من 113 جنديا قتلوا في تلك المنطقة، لذلك يمكننا القول إن عدد الذين سقطوا من القوات النظامية هو عشرة آلاف ولكن المرصد سجل سبعة الاف فقط. • وفقا لرقم العشرة آلاف في صفوف الجيش النظامي، كيف تقرأ هذا الرقم الكبير لخسائر الجيش النظامي؟ • عندما يكون هناك اشتباكات وعمليات عسكرية من الطبيعي أن يسقط هذا العدد لأن القوات النظامية تتعرض لكمائن وعبوات ناسفة تقضي على عشرين عنصرا في لحظة واحدة من القوات النظامية، أعتقد أن النظام السوري الذي يرتب لعمليات عسكرية من أجل القضاء على الثورة فإذا به غاص في الدماء السورية، وغاص في وحول الأرض السورية التي اعتقد أنها من غير الممكن أن تركع له، واليوم اذا لم يتوقف النظام السوري عن القتل والعمليات العسكرية فإننا نتوقع أن يرتفع هذا الرقم وبشكل متصاعد في الأسابيع المقبلة وهذا الشهر هو الأكثر دموية منذ الثورة السورية. • هل باتت لديكم كمرصد سوري لحقوق الانسان ملفات كافية وموثقة لمحاكمة هذا النظام في مرحلة لاحقة؟ • نحن كمرصد سوري نتعامل مع منظمات دولية مشهود لها بالنزاهة ويتم التعاون معهم في توثيق جرائم النظام حتى يتم محاكمة هذا النظام. والآن من خلال الوثائق التي جمعناها منذ مارس العام الماضي عن عمليات القتل الجماعي والمقابر الجماعية والتعذيب والاغتصاب، كلها جرائم تدين النظام بالإضافة إلى المجازر اليومية التي يرتكبها هذا النظام فضلا عن تصريحات رأس النظام بشار الأسد عندما يقول إننا سوف نحسم عسكريا وأن قصف المدن هو تعبير عن ضرب الإرهاب ويصف شهداء بدر الدين بأنهم مقاتلين، لذلك إن إدانة بشار الأسد باتت واضحة ومرتكبي هذه الجرائم هم الضباط ثم العساكر المجبرين على تنفيذ الأوامر. • هل تعتقد أن الحوار الذي أجراه بشار الأسد مع قناة الدنيا مؤخرا يشكل إدانة له بكل المجازر التي تحصل؟ • نعم فهو يتفاخر بأنه يقوم بالقضاء على الإرهابيين وتصريحاته تدينه وتحمله المسؤولية الكاملة عما يجري في سوريا، وكل هذه الوثائق والوقائع تشكل مستندات قانونية مهمة للمحاكمات التي لا بد أن تجري لهذا النظام بعد سقوطه، فهناك مجازر وجرائم ضد الإنسانية قد أرتكبت ويجب أن يخضع محاسبوها للحساب القضائي، فهذه المحاكمات هي الخطوة الأولى في بناء سوريا الجديدة. ونقول إن ملف محاكمة النظام وفور سقوطه سيتم الشروع فيه.