يدرك الجميع صعوبة المهمة التي يقوم بها المبعوث الأممي العربي المشترك الأخضر الإبراهيمي، كوسيط دولي في الأزمة السورية، وتأتي زيارته اليوم للجامعة العربية، في إطار الاستماع لوجهة نظر البيت العربي بشأن الحلول المقترحة لحل الأزمة السورية، قبيل ذهابه إلى دمشق للبحث عن مخرج يجنبه الفشل الذي وقعت فيه خطة المبعوث السابق كوفي أنان، والتي فشلت ولم تصمد أمام الانقسامات الدولية في مجلس الأمن. لن ينجح الأخضر الإبراهيمي في مهمته، ما لم يتلق الدعم القوي من مجلس الأمن المنقسم حول الأزمة السورية، وهذا الدعم يتطلب تقاربا في المواقف السياسية بين أمريكا والدول الغربية من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، وبدون هذا التقارب لن يختلف الإبراهيمي عن سلفه كوفي أنان الذي فشل في المهمة ذاتها، وقدم استقالته نتيجة تعنت النظام السوري. إن مهمة الإبراهيمي تزداد صعوبة في ظل تباين المواقف بين الدول الكبرى، إلا أن الإبراهيمي الذي يدرك مدى التعقيدات المحيطة بمهمته الجديدة ، قد يستفيد من تفاقم الأزمة الإنسانية وتدهور الأوضاع داخل سوريا، فضلا عن تغير موازين القوى في الداخل السوري بين فترته الحالية وفترة كوفي أنان، وهذا ما أصبح يشكل عامل ضغط قويا على مجلس الأمن والدول الكبرى، ويفرض سرعة التوصل إلى حلول، يأتي في مقدمتها انتقال السلطة وحماية السوريين.