قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن “البنتاغون" لا يفكر جديا في فرض حظر جوي على سوريا، معتبرا الحظر مسألة “ليست لها أولوية". بينما أعلن دبلوماسيون أن الجزائري الأخضر الإبراهيمي المرشح لخلافة كوفي أنان كوسيط للأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا يرغب بدعم رسمي من مجلس الأمن الدولي قبل الموافقة على المهمة. وجاءت تصريحات بانيتا عن الحظر الجوي رغم القلق الذي عبرت عنه وزارة الدفاع بشأن تصاعد الهجمات الجوية التي تشنها القوات السورية على المعارضة، وكذلك رغم إشارته إلى دور إيراني متصاعد في الأزمة السورية. وصرح بانيتا بأن جهودا إيرانية تبذل لتدريب مليشيا للقتال لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكن هذه المخاوف لم تصل -فيما يبدو- إلى ضرورة التحرك الأميركي لفرض حظر جوي على سوريا. وقال وزير الدفاع “فيما يتعلق بالحظر الجوي على سوريا هذه ليست قضية لها أولوية بالنسبة لنا". وأوضح أن تركيزه منصب على تأمين مواقع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية، والعمل مع الحلفاء على حدوث انتقال سلس بقدر الإمكان في حال سقوط الأسد، وهو ما يؤكد المسؤولون الأميركيون أنه حتمي. كما قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الولاياتالمتحدة تفعل ما بوسعها بالتعاون مع حلفائها ل"تضييق الخناق على الأسد بالسبل الدبلوماسية والمالية من خلال العقوبات والضغوط الدولية". وأضاف أنهم سيواصلون البحث عن سبل لزيادة الضغط على الأسد وحرمانه من الأموال التي يعتمد عليها في “شن حرب على شعبه". لكن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمسي قال في تصريحات له أمس الثلاثاء بمقر وزارة الدفاع، إن الأردن وتركيا بحثتا إمكانية إقامة ملاذات آمنة “سيجيء معها على الأرجح شكل من أشكال الحظر الجوي". وقال بانيتا إنه ورئيس هيئة الأركان قلقان من زيادة التدخل الإيراني، وأضاف “من الواضح بالنسبة للجنرال ديمبسي وأنا أن إيران تلعب دورا أكبر في سوريا بأشكال عدة ليس فقط فيما يتعلق بالحرس الثوري الإيراني، لكن على شكل مساعدات وتدريب مليشيات لتحارب من أجل النظام". من ناحية أخرى أعلن دبلوماسيون الثلاثاء أن الأخضر الإبراهيمي المرشح توليه منصب الوسيط الأممي والعربي في سوريا خلفا لكوفي أنان، يريد الحصول على الدعم الرسمي لمجلس الأمن الدولي قبل الموافقة على المهمة. وقال دبلوماسي في الأممالمتحدة إن الإبراهيمي يريد “دعما حاسما" قبل الموافقة على خلافة كوفي أنان. وقال دبلوماسي آخر إن “الإبراهيمي يريد أن يقر مجلس الأمن تعيينه"، مضيفا أنه “يعد الأمر حاسما". ومن ناحيتها، وافقت سوريا على ترشيح الإبراهيمي، حسب ما أعلن المتحدث باسم أنان في جنيف، لكنه أضاف “لم يتخذ بعد أي قرار من جهة الأمين العام للأمم المتحدة". في سياق مواز تتجه القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي المنعقدة حاليا بمكة إلى إقرار تعليق عضوية سوريا في المنظمة التي يشارك رؤساء أكثر من أربعين دولة من الدول ال57 في اجتمعاتها المنقعدة حاليا. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن مسودة البيان الختامي تنص على إقرار المؤتمر لتعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي وكافة الأجهزة المتفرعة والمتخصصة والمنتمية، “في ضوء عدم التوصل إلى نتائج عملية لتنفيذ مبادرة المبعوث الأممي العربي كوفي أنان، وكذلك نتيجة تعنت السلطات السورية وتمسكها بحسم الموقف من خلال الحل العسكري". وستدين المسودة بشدة “استمرار الانتهاكات الواسعة النطاق والمنهجية لحقوق الإنسان وللحريات الأساسية من قبل السلطات السورية، واستخدام القوة ضد المدنيين والإعدام التعسفي والقتل والاضطهاد. وسيدعو البيان السلطات السورية إلى “الوقف الفوري لكافة أعمال العنف وعدم استخدام العنف ضد المدنيين العزل والكف عن انتهاك حقوق الإنسان ومحاسبة مرتكبيها".