طالب عدد من محدودي الدخل في محافظة القنفذة، الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، بالتحقيق في التلاعب بمنح أراضي مخطط الشاطئ، مشيرين حسب وصفهم إلى أن حذف أسمائهم من قائمة طلبات المنح حرمهم هذه الأراضي. وأوضحوا ل «عكاظ» أنهم وبعد مطالبات متكررة منذ عقود حصل بعضهم على منح بعيدة عن الخدمات، تقع على ممرات ضيقة أو شوارع لم تنفذ بعد، وإنهم رضوا بذلك لكن ماجعلهم يطالبون بالتحقيق هو ما أسموه بتلاعب موظفين في بلدية القنفذة، وبينوا ل«عكاظ» أن أغلبية الأراضي على الشوارع التجارية خاصة ما يعرف بشارع الستين التجاري خصصت لموظفي البلدية وأقاربهم ومن لهم صلة به وأصحاب النفوذ، ماعدا قطع قليلة ومحدودة. وأوضحوا أن كثيرا من أرقام القطع الواقعة على شوارع تجارية لم تضع في الصندوق الخاص بالقرعة أصلا على حد قولهم، وأضافوا هل يعقل أن يكون من باب الصدفة والحظ منح أغلب الموظفين ومن له صلة بهم على شوارع تجارية وأغلبهم على شارع الستين التجاري، وتمنوا إلغاء التخصيص أسوة بمخطط أُعيد تخصيصه من قبل لجنة مكونة من وزارة الشؤون البلدية وأمانة جدة، بعد أن تظلم الممنوحين من التخصيص الذي تم قبل 15عاما، وتم اكتشاف تلاعب في التوزيع حسب الشخصيات، حيث تم تخصيص الشوارع التجارية والمهمة - على حد قولهم - للموظفين ومن لهم واسطة مما جعل الممنوحين يرفعون خطابا للجهات العليا مطالبين بإعادة التخصيص وهو ما أدى لتحقيق التوزيع العادل. وعلمت «عكاظ» من مصادر خاصة أن بعضا من موظفي البلدية تم استدعاؤهم من قبل القضاة بالمحكمة الشرعية بالقنفذة بسبب بيعهم لأرقامهم التي تقع على أماكن تجارية ومميزة قبل توزيع مخطط الشاطئ لذوي الدخل المحدود، حيث باعوها لبعض أصحاب الأموال من التجار وغيرهم بمبالغ تجاوزت المائة ألف ريال قبل استلام صكوك هذه القطع بعدة سنوات لعلمهم مسبقا بمواقعها بناء على رقم كل قطعة. وقالوا: إن بعض أبناء المسؤولين في القطاعات الحكومية بالقنفذة حصلوا على قطع أراضي ووضعت أسماؤهم في السجلات مع الطلبات التي تم تقديمها عام 1416 وعام 1421 هجرية، رغم عدم وصول عمرهم للسقف المحدد وهو 18 عاما والذي يعد أحد شروط المنح لذوي الدخل المحدود. وأضافوا راجعنا دون جدوى رغم أننا نمر بظروف صعبة تتمثل في عدم وجود سكن لنا، وكان الأمل يحدونا في الحصول على قطع أراض تكون مأوى لأبنائنا، ولكن فوجئنا بعدم وجود أسمائنا ما يدل على حذفها. أم عبده أرملة سبعينية مصابة بجلطة في المخ تقدمت عام 1424 للحصول على قطعة أرض في مخطط الشاطئ بحكم أنه لم يسبق لها الحصول على منحة ولا يوجد لديها منزل، تم إعطاؤها تذكرة مراجعة موضحا فيها رقم الطلب ولكنها فوجئت عند مراجعتها حسب الموعد المحدد بعدم وجود طلب لها، وتساءلت من الذي حذف اسمي؟؟!! وفي نفس السياق تقدم علي خليل بطلبه للحصول على منحة عام 1421 ولم يظهر اسمه رغم حاجته للقطعة لعدم وجود سكن له، ولم يسبق له أن حصل على منحة وتساءل هو الآخر: لماذا تم حذف اسمي ؟. أما المواطن حسن محمد السحاري فيقول أنه تقدم بطلب منحة منذ 17 عاما وتحديدا في عام 1416 هجرية وفوجئ بعدم ظهور اسمه مما جعله يراجع أكثر من مرة دون جدوى، وطالب بالتحقيق في ما أسماه بالتلاعب وحذف الأسماء وتسجيل غيرها. .. والبلدية توضح إلى ذلك أوضح ل «عكاظ» رئيس بلدية القنفذة الدكتور سالم آل منيف أنه منذ مباشرته رئيسا لبلدية المحافظة كان من أولى اهتمامه تنظيم وحدة الأراضي والمنح بالبلدية، ووضع حد للتدخلات الشخصية في تنفيذ الطلبات، وذلك من خلال تسجيل أسماء المتقدمين من الجنسين في نظام إلكتروني خاص، يستطيع من خلاله المواطن أو المواطنة معرفة مدى قبول طلبه من عدمه. وعن التجاوزات السابقة وتظلم مئات المتقدمين قال: أنا مسؤول عن الأشياء التي تمت منذ مباشرتي العمل ولاعلم لي بما سبق. وأضاف بالنسبة لمخطط البرج تم تخصيص أرقامه مؤخرا من قبل لجنة وزارية بعد إلغاء التخصيص السابق الذي تظلم منه الممنوحون، وصدر أمر سام من خادم الحرمين الشريفين بإلغاء السابق وإعادة تخصيصه من جديد.