كانت ثقافة الرجل من قديم تقوم على أن المجتمع هو الرجل. وفي السنوات الأخيرة ارتفعت أصوات رجال ونساء تذكر أن الرجل نصف المجتمع والمرأة نصفه الآخر. وبالأمس قرأت لكاتبة تستنكر أن الرجل يمثل نصف المجتمع.. وألقت قنبلة أنثوية نزعت فتيلها بقولها: (إن المرأة هي المجتمع.. نحن المجتمع.. نحن أصل المجتمع.. نحن الأصل والرجال هم الفرع.. نحن من أوجدن الرجال..!). وبدلا من أن نثير جدلا حول من هو الأصل.. الرجل أو المرأة.. دعونا نقر بأن هذه المرأة ببالغ حماسها وغلو ثقتها في نفسها وفي بنات جنسها عكست حقيقة أن أصل الخليقة هو الرجل، والمرأة بضع من الرجل. فهي إذن شقيقة الرجل، وجزء مكمل له. ومن الإنصاف التأكيد بأنهما نصفان لا يستغني نصفها عن الآخر.. لا أكثر. من هذا المنطلق، اطلعت فيما اطلعت على خبر أوردته صحيفة «اليوم» نقلا عن تصريح الناطق الإعلامي بحرس حدود المنطقة الشرقية (خالد العرقوبي) أن 70% من حوادث الغرق للنساء تحدث ليلا بسبب ارتدائها العباءة التي تعوق عملية السباحة، وحين تصطدم بأحجار أو يصيبها دوار أو إغماء لا تلبث العباءة أن تلتف حولها فتتعرض للاختناق.. وبالتالي يؤدي الاختناق إلى غرقها. علقت على الخبر (لينة خالد المعينا) – المدينة 13/10/1433ه.. داعية إلى إيجاد حلول لحماية النساء من الغرق، وإعطائهن الفرصة للتمتع «بما أنعم الله علينا من طبيعة وجمال» وكما أن «التعليم والبنوك والمطاعم مفصولة عن الرجال، فلم لا نفصل الشواطئ بحيث تخصص شواطئ للنساء» ؟. إنني هنا أراني متفهما دعوة لينة، فلئن كان نصفا المجتمع متساويين في الحقوق والواجبات. فكما يحق للرجل أن يسبح ويستمتع بالتعامل مع البحر فإن للمرأة أيضا الحق في ذلك. 1 أليس هذا ما يقتضيه العدل.. أم العدل ما يقرره الرجل ويطبقه على نفسه فقط؟. 2 ما الموانع الشرعية من تخصيص شاطئ نسائي يحيط به سور كبير بمساحة شاسعة يتيح لهن حرية التحرك بعيدا عن أعين الرجال؟ 3 ألا يمكن أن يكون الشاطئ آمنا.. لو توفرت له حراسة من النساء في داخل الشاطئ ، وحراسة من الرجال خارجه. 4 أمن العسير تأمين مدربات، ومشرفات، ومنقذات، وإداريات، وعاملات في هذا الشاطئ المقترح؟. 5 لم لا يهيأ داخل الشاطئ ملابس للبحر خاصة بالسيدات.. تتوفر فيها الحشمة على ضوء ما تسمح به الشريعة في ستر العورة بين المرأة والمرأة ؟. ما أحوج تخصيص مثل هذا الشاطئ إلى قرار حاسم ينبني على تنظيم للشاطئ تتولى الإشراف عليه الهيئة العامة للسياحة مع التنسيق مع هيئة الأمر بالمعروف. تحية لهيئة السياحة، وشكرا للأخت لينة.