المرأة تُمثِّل نصف المجتمع، وهي أيضًا الوالدة والمُرضعة والمربّية للنصف الآخر، لذلك إن قلنا -بفكر فلسفي- إنها أكبر من نصف المجتمع، تعتبر أيضاً وجهة نظر قابلة للنقاش والتمحيص. هذه المقدمة تجعلني أطالب بضرورة مراعاة نفسية المرأة كأم وزوجة وابنة، سواء كانت ربّة أسرة أو موظفة أو طالبة، وحماية أرواحهن الغالية لدورهن المهم في المجتمع. مؤخرًا صرح الناطق الإعلامي بحرس حدود المنطقة الشرقية خالد العرقوبي -والتي نقلته (جريدة اليوم)- أن 70 بالمائة من حوادث الغرق للنساء تحدث ليلًا لفتيات تكون أعمارهن غالبًا بين 18 و28 عامًا، وتزداد هذه النسبة في موسم الأعياد والإجازة الصيفية حيث أغلب العوائل تُفضِّل المبيت والتخييم عند شواطئ البحر، وقال العرقوبي خلال تصريحاته: «تتعرض بعضهن للاصطدام بالأحجار لعدم وضوح الرؤية أو قد تتعرض للعض من الحيوانات البحرية أو قد تتعرض للدوار والإغماء، بالإضافة إلى أن أغلب من يُمارسن السباحة يرتدين العباءة والغطاء وهي ملابس لا تصلح أبدًا للسباحة، وتُعيق عملية السباحة، وقد تتعرض المرأة أثناء سباحتها لالتفاف العباءة حولها ما يُسبِّب لها الاختناق، ولا تستطيع الصراخ وطلب النجدة، وبالتالي تتعرض للغرق أو الوفاة لا قدر الله، ولأن الحوادث تحدث ليلًا يصعب اكتشافها بسهولة ورؤيتها». هؤلاء النسوة فضلن السباحة ليلًا ليتجنبن أعين الرجال، مما سبَّب غرق هؤلاء السيدات في ليالي العيد، لذلك يجب أن نجد حلولًا لحمايتهن وإعطائهن الفرصة أن يتمتعن بما أنعم الله علينا من طبيعة وجمال. وبما أننا فصلنا التعليم والبنوك والمطاعم، فلماذا لا نفصل الشواطئ، ونعطي فرصة للسيدات بأن تسبحن، ونُعيِّن منقذات ومشرفات، ونعطي دورات للسباحة لتُعلِّم الأمهات أطفالها، وتستغل أوقات التزام الآباء في العمل أو غيره، وبذلك نكون قد فتحنا قطاعًا جديدًا للتوظيف، وسلّحناهن بعلم السباحة في ظروف قد يكون سبيلهن إلى النجاة، (سيول جدة مثالًا)، وفي نفس الوقت أدخلنا السعادة في نفوس بناتنا ونسائنا حتى لا تكون محتكرة فقط لمن يملكن أو يستطعن أن يدفعن قيمة إيجار كابينة أو شاليه. أتمنى وغيري كثيرات أن أسبح في شواطئ خاصة بالنساء، وهذا من شأنه أيضًا إنعاش قطاع السياحة المحلية، وتقليل الاعتماد على السياحة الخارجية التي تضخ ملايين الريالات خارج المملكة سنويًا، هذا إذا استثمرنا قليلًا في قطاع المرأة.