حي الشوقية غرب العاصمة المقدسة، من الأحياء الاستراتيجية التي تقع بجوارها عدد من المراكز الخدمية المهمة، مثل حلقات الخضار والغنم والسمك، إلى جانب المحلات التجارية الكبرى، وكذلك مجمعات الشقق السكنية للمعتمرين والحجاج والزوار، وجميع تلك الخدمات تقع في العديد من الشوارع الرئيسية والفرعية بحي الشوقية، التي تعاني من وجود أعمال الحفر المتكررة والمتواصلة خلال السنوات الأخيرة، حيث تجاوزت ال12 شهرا منذ بداية أعمال تلك الحفريات. وقد أصابت تلك الحفريات الحركة التجارية في المنطقة بمقتل، بعد أن انعدمت من أماهما الحركة المرورية، فضلا عن إقفال الطريق أمام معظم السيارات، وإجبارها على عكس اتجاه السير، ما أدى إلى تعرضها لخسائر كبيرة، خاصة أصحاب المحلات التجارية التي تقع على الشارع الرئيسي، الذين شكوا من عدم إيجاد الحلول البديلة لمعالجة معاناتهم، مبينين أن بعض المحلات أغلقت أبوابها نهائيا، لعدم وصول الزبائن إليهم بسبب تلك الحفريات العميقة .. «عكاظ» جالت في المنطقة، والتقت بعدد من أصحاب المحلات والمواطنين. المنطقة لا تحتمل وأكد عدد من المواطنين، أن تلك الحفريات أدت إلى ما هو أسوأ من ذلك، خاصة وأن المنطقة لا تحتمل المزيد من تلك الحفريات، بسبب وجود أعمال حفر قديمة، ما أدى إلى تهالك بنيتها التحتية منذ فترة طويلة، دون أي تحرك من الجهات المعنية لتطوير تلك المنطقة، التي بلغت الحد الأقصى من الإهمال، وأضافوا «لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن تلك الحفريات تسببت في إرباك الحركة المرورية، وعشوائية في تحرك السيارات والشاحنات العملاقة التي زاحمت الطريق». وقال ل«عكاظ» عبدالله الثقفي وأحمد العتيبي وسعد الغامدي: إنهم يعانون كثيرا من وجود تلك الحفريات بصورة كبيرة، حيث تتجمع مصالح العديد منهم بالشارع، ويضطرون كثيرا إلى التعرض لتلك الحفريات، فلا سبيل آخر للوصول إلى مقاصدهم، إلا من خلال تلك الشوارع داخل الحي، وأضافوا «على سبيل المثال شارع الأربعين في الشوقية به العديد من المحلات التجارية التي يتردد عليها المئات من سكان الحي، وسكان مكةالمكرمة بصفة عامة». سلحفائية العمل وأوضح بعض أصحاب المحلات التجارية، إن العمل في الحفريات كان متقطعا منذ فترة طويلة بالمنطقة، مشيرين إلى أنه يسير بسلحفائية شديدة، ليتساءلوا عمن سيعوضهم بسبب تلك الحفريات، فيما أشار أحد أصحاب الصيدليات الواقعة بالطريق إلى أن الحفريات تسببت في انخفاض مكاسبهم اليومية فضلا عن الشلل التام الذي ينتاب الشارع بسببها، حيث يصعب الوصول إليهم، وأضاف «ما يؤسفني أن الجهات المعنية لم تقم بإخطارنا قبل أعمال الحفريات حتى نعد أنفسنا لمثل هذا العمل، وطالب بضرورة الانتهاء من تلك المشاريع في أقرب وقت بالإضافة، إلى سفلتة الطريق. الشركة ملتزمة من جانبه أكد عبدالله الدوسري، مسؤول فرع الشركة المنفذة لمشروع الصرف الصحي في مكةالمكرمة، أن الشركة ملتزمة بتسليم المشروع في المدة القانونية، وحسب العقد المبرم بأربع سنوات. وقال الدوسري: إن المشروع عبارة عن إلغاء محطات حي الرصيفة، وحي الإسكان العام واستبدالها بالجديد، وأكد أن الخط الجديد للصرف الصحي رئيسي بقرط (160 سم) بداية من محطة الرصيفة بطريق الليث جازان، وبين أن معظم أجزاء حي الشوقية عائمة على بحيرة من المياه الجوفية، والتي تتسبب في تأخير المشاريع، وأضاف «وهذا يجبرنا إلى النزول بالحفريات إلى أعماق تزيد على ال10 أمتار، وأن أجزاء من المشروع تم تنفيذه بآلية التنقيب الأفقي، ما يستدعي ترك الحفريات لمدة طويلة تصل إلى سنة في أغلب الأحيان. وأوضح الدوسري أنه ربما يعترض الخط الرئيسي للمشروع أحيانا كيابل كهرباء، فتحتاج من المهندسين والفنيين إلى التعامل الحذر تفاديا لأخطار الكهرباء، وانفصال التيار الكهربائي عن السكان.