يعد دخول الشخصية الوطنية والسياسية الكبيرة الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين لعام للحزب الاشتراكي ومستشار رئيس الجمهورية والعضو البارز في لجنة الحوار على خط الاستهداف من قبل بعض القوى والاتجاهات السلبية مؤشرا خطيرا على مدى تنامي وتصاعد لغة العنف والهمجية السياسية التي تتخذ من تواجدها على الأرض فعلا وتسليحا فرصة لإرعاب القوى الوطنية بمختلف توجهاتها السياسية والفكرية، وهي قوى حية في تقدير اللحظة الميتة التي تمر بها اليمن، وهناك احتياج ملح وضروري إلى شخصيات مثل الدكتور ياسين الذي يمثل حضوره توازنا فكريا وسياسيا وجغرافيا في إخراج اليمن من مأزقها التاريخي بوجود أطراف متنافرة وعندها استعداد مطلق للتناحر كلما غابت أصوات العقلانية وأصحاب المشاريع المدنية، وحضر التطرف والعنف والرؤى المتخلفة بمختلف مسمياتها السياسية والمذهبية والاجتماعية. والأدهى أن هذا الاستهداف يلامس كثيرا من الجوانب المحيطة بالحضور الشخصي والسياسي والوطني، ويكفي أن يتم ذلك في حق عضو لجنة الحوار الذي يعني هذه اللحظة مستقبل اليمن والرهان الأخير على إمكانية خروجها من عنق الزجاجة إلى رحابة الغد بتجلياته الأمنية والسياسية والاقتصادية. ويأتي تعليق لجنة الحوار لاجتماعاتها ردة فعل طبيعية على الحادث، كون هذه النخبة التي تمثل أطيافها السياسية وتعمل بروح وطنية وتستلهم سيرها من بوصلة المبادرة الخليجية والقرارات الأممية لإنشاء حوار نوعي يقفل كل ملفات الماضي وتجاذباته، فهي نخبة معنية بأن تعمل في أجواء آمنة وطبيعية وأن تكون بعيدة عن أيدي ذوي الحسابات الصغيرة؛ لأن المساس بهم يعرقل خطوات المضي نحو الانفراج النهائي ويفتح أبواب الدمار والتفتت. على جميع المعنيين بالاستقرار والسلام الاجتماعي في مختلف حالات الفعل ورد الفعل أن يدركوا أن اليمن لن تمر إلى المستقبل بغير الطمأنينة، وأن البديل هو مزيد من الانقسام والضياع.