يهدف اليوم العالمي للسلام الذي يحتفل به العالم في الحادي والعشرين من سبتمبر من كل عام إلى تحقيق أهداف الأممالمتحدة في الأمن والسلم الدوليين.. كما يهدف إلى نبذ العنف وإلى نزع السلاح النووي ومنع انتشاره.. والحد من سباق التسلح الذي يعيق التنمية الإنسانية حول العالم. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أنشأت اليوم الدولي للسلام في عام 1981م من أجل تعزيز المثل العليا للتعايش السلمي لدى جميع الأمم والشعوب فيما بينها على حد سواء.. وبعد 20 عاما، قررت الجمعية العامة أن يكون الاحتفال بهذا اليوم سنويا في 21 سبتمبر.. ودعت جميع الدول الأعضاء والمؤسسات التابعة لمنظومة الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية وغير الحكومية والأفراد إلى الاحتفال باليوم الدولي للسلام بصورة مناسبة، وذلك عن طريق التعليم ونشر الوعي والتثقيف، والتعاون مع الأممالمتحدة UN في الحد من النزاعات المسلحة على النطاق العالمي.. مع التأكيد على أهمية احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني لدى تناول مفهوم السلام بمختلف أجزائه.. حيث ينقسم مفهوم السلام إلى أربعة أركان رئيسة: (إقرار السلام، وصنع السلام، وحفظ السلام، وبناء السلام). وفي هذا العصر الموغل في السباق المحموم نحو التسلح والدمار على حساب التنمية الإنسانية لا نملك إلا أن نتحسر على الواقع المرير الذي يعيشه العالم.. وعلى الأرواح التي تزهق كل يوم والدماء الزكية التي تسفك كل ثانية، بالرغم من أن هناك عاملا مشتركا بين كل الأجناس البشرية.. وهو الإنسانية. إن ثقافة السلم هي تلك الثقافة التي تسمح بوجود الآخر، وتترك له مكانا في الوجود وهي التي تسمح كذلك بإعادة تأسيسها وإعادة قراءة نصوصها وتأويلها بما يفرضه الحاضر، وما يتطلبه الصالح العام، الذي هو مبدأ رئيس في الثقافة الإسلامية. إن التواصل والتعايش بسلام مع الآخرين.. وبناء جسور التواصل مع المجتمعات الإنسانية.. هو المهم لكي نكون رواد سلام في حياتنا ومن خلال مجتمعنا الإنساني.. احترام الإنسانية التي تذوب فيها كل الفروق والاختلافات.. وتعزيز الأمن والسلم الدوليين.. هما الأمل.. من أجل عالم يسوده التفاهم والوئام والمحبة والتسامح والكرامة والحربة والعدل والسلام. «فطوبى لصانعي الخير والأنسنة والسلام». * مستشار للتنمية الإنسانية.