حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 209/60 التضامن باعتباره إحدى القيم الأساسية والعالمية التي ينبغي أن تقوم عليها العلاقات بين الشعوب في القرن الحادي والعشرين، وتقرر، في هذا الصدد، أن تعلن 20 ديسمبر من كل عام يوما دوليا للتضامن الإنساني .. وتشجيع الدول والمجتمعات الإنسانية للاحتفال بهذا اليوم. حيث تحتفل معظم دول العالم بالمناسبات العالمية الإنسانية، وتعمل على إحياء تلك المناسبات وتفعيلها، وتضع البرامج الثقافية والتوعوية لتخليد ذكرى تلك المناسبات الإنسانية التي تعد مقياسا لتطور تلك الأمم والشعوب ومواكبتها للأحداث العالمية وذلك إيمانا من تلك الدول بالبعد الإنساني لتلك المناسبات، وتأكيدا على الحضور والمشاركة العالمية وإبراز الجوانب المضيئة للمسيرة الإنسانية النبيلة للبشرية أجمع.. ومن تلك المناسبات الدولية اليوم العالمي للتضامن الإنساني. وعزز مفهوم التضامن بوصفه أمرا بالغ الأهمية في مكافحة الفقر وفي إشراك جميع أصحاب المصلحة ذوي الصلة، من خلال مبادرات من قبيل إنشاء صندوق التضامن العالمي من أجل القضاء على الفقر وإعلان اليوم الدولي للتضامن الإنساني. ويذكرنا اليوم الدولي للتضامن الإنساني بأهمية التضامن لتحقيق المعاهدات المتفق عليها دوليا، بما في ذلك برامج عمل المؤتمرات الدولية والاتفاقات متعددة الأطراف. وقد حدد مفهوم التضامن عمل الأممالمتحدة منذ إنشائها.. حيث جمع إنشاء المنظمة شعوب العالم من أجل تعزيز السلام، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.. وقد تأسست المنظمة على فرضية أساسية للوحدة والانسجام بين أعضائها، كما عبر عن ذلك في مفهوم الأمن الجماعي الذي يستند إلى التضامن بين أعضائها للاتحاد (لصون السلم والأمن الدوليين).. وتستند المنظمة على روح التضامن هذه في (تحقيق التعاون الدولي لحل المشكلات الدولية ذات الطابع الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي أو الإنساني). وختاما آمل أن نحتفل في العام المقبل بعالم يسوده التضامن الإنساني.. وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان في الكرامة والحرية والعدل والمساواة والسلام.. ولعل ذلك يتحقق يوما ما.. ليعيش العالم بأمن وتضامن وسلام. د. ممدوح بن محمد الشمري مستشار بالتنمية الإنسانية.