تعودنا على حالة من الانتشاء نعيشها ونحن نستنشق رائحة العظماء من خلال المرتبطين بهم بالفن والإبداع أو بالقرابة أو غير ذلك من العناصر المساعدة.. في القاهرة التقينا فنانا شاملا هو وحيد حسن صالح الحامولي، أثناء مشاركته في بطولة عرض غنائي منوع «كوكتيل» للمخرج المسكون بجنون الإبداع على خشبة المسرح سمير العصفورى، في قاعة صلاح جاهين في القطاع العام في المسرح المصري، وهو أحد أحفاد عائلة الفنان الكبير عبده الحامولي، أحد مؤسسي عالم الغناء الحديث في العالم العربي ومصر تحديدا.. أي بعد مرحلة الاعتماد على الغناء الجماعي في فن الأغنية. سألنا وحيد الحامولي في البدء عن العائلة الفنية الكبيرة (الحامولي)، وعنه تحديدا ليقول: ظل الفن متأصلا في جذور وعروق عائلتنا، فمن بعد جدي الأول عبده الحامولي سكن الفن في كثيرين من أبناء الاسرة من أبناء وأعمام وأخوال، كان منهم أبي حسن الحامولي الذي يحسب له حفظ تراث عبده الحامولي بتجديد معظمه وتسجيله، بعد أن لم يكن من تسجيل للحامولي الكبير الذي جايل الخديوي إسماعيل ولم يدرك التسجيل، ثم كنت من دخل مجال الفن منذ نهاية السبعينيات، كما أن والدي قام بتلحين الكثير من الأعمال الغنائية الشهيرة، والتي منها «عظيمة يا مصر» المنسوب خطأ لصالح مؤديه الفنان الكبير وديع الصافي. دخولك في الفن مبدئيا كان في الموسيقى والغناء؟ في كثير من ألوان الفنون، ومنها التمثيل كما تراني هنا في المسرح في عمل سمير العصفوري «كوكتيل» إلى جانب يوسف رجائي ونوري وعماد كمال وأمثال ونهاد. وكانت بداياتي منذ نهاية السبعينيات إلى أن انضممت في الثمانينيات إلى فرقة سمير اسكندراني الموسيقية نحو 8 سنوات في تخت عازفين شرقي مع زملاء، هم: أكرم وأحمد رستم والمطرب محمد رؤوف، وشاركت في حفلات عديدة للقوات المسلحة لفترات طويلة. وعن المسرح والتمثيل؟ نعم استطيع القول إن استاذي الأول في هذا النشاط كان المخرج الكبير حسن عبدالسلام الذي اختارني منذ البدء في أول عرض غنائي استعراضي أشارك فيه على المسرح مع فرقة أنغام الشباب «مزيكا يا مزيكا»، ثم «ولادة حارة بمبة»، ثم مسرحية «أنا والحكومة» مع فاروق الفيشاوي ومعالي زايد ووحيد سيف. و«يا أنا يا هو». ثم عملت مرارا مع المخرج سمير العصفوري الذي اختارني لأعمال عديدة آخرها اليوم «كوكتيل». احكِ لنا عن جدك عبده الحامولي؟ اسمه الأصلي حنفي عبود قطيقط، اختار له الخديوي إسماعيل اسم عبده الحامولي، وكان سيد مرحلته، تبعه عصر سلامة حجازي، ومن ثم محمد المقدم ومحمد عثمان. وجذورنا من قرية «الحامول» في المنوفية، وكثيرون كانوا يعتقدون خطأ أننا من كفر الشيخ، ترك الحامولي قريته حامول ليذهب مستقرا في طنطا، وسمعه الفنان محمد المقدم، وجاء به إلى حديقة ومسرح الأزبكية في القاهرة عام 1884، وهناك سمعه الخديوي إسماعيل لأول مرة، حيث جاءت قصة تسميته، والتي كانت على النحو التالي: فقد سأله الخديوي بعد أن سمعه ما اسمك ومنين أنت من مصر؟، قال حنفي قطيقط: من قرية حامول، قال له الخديوي: ما ينفعش.. أنت اسمك ح يكون سي عبده.. إيه رايك يكون عبده الحامولي، وكان. أسريا من هو عبده الحامولي؟ له ابن واحد فقط «علي» ، وابنه هذا توفي خلال الاحتفال بزفافه، حيث كان الحامولي يغني خارج المنزل في الحفل، بينما ابنه علي العريس توفي وهو يتهيأ لدخلته بعد ساعات. بماذا تميز الحامولي عن أبناء جيله؟ هو أول من وضع الموسيقى الشرقية الحديثة في مصر بعد عودته من سفره إلى الاستانة في تركيا، وتحديدا أول من أدخل المقامات الشرقية في ألوان الغناء المصري، مثل النهاوند والسيكا والحجاز التي لم تكن معروفة في مصر، وقام بوضع بعض الموشحات مثل «ياما انت واحشني» الأصل وليس الأغنية المعروفة حديثا، و«كيد العوازل كايدهم بس اسمع شوف»، و«يا حليوه يا مسليني». وما قصة المطربة «المظ» وارتباطه بها وما حكاه فيلم «المظ وعبده الحامولي» الذي قام بأدائه عادل مأمون ووردة الجزائرية؟ نعم هي مطربة جميلة من الأرياف اسمها سكينة التقاها عبده الحامولي، وجاء بها إلى القاهرة، حيث اسماها الخديوي اسماعيل «المظ»، أي أن صوتها أشبه بالألماس من نقائه.