تستضيف العاصمة السعودية الرياض اليوم اجتماع المجموعة الاستشارية لمؤتمر الدول المانحة من أجل اليمن بهدف دعمه سياسيا واقتصاديا لتجاوز الأزمة الخانقة التي يمر بها وإنهاء معاناة الشعب اليمني وتعزيز الأمن والسلام في ربوعه. وأكد رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة في تصريحات ل«عكاظ» أن مؤتمر المانحين الذي يعقد في الرياض اليوم يمثل فرصة للحكومة اليمنية للحصول على الدعم الكافي للتغلب على الإشكاليات والمعوقات التي واجهتها وستواجهها في المرحلة القادمة سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو تنموية. وأفاد أن انعقاد المؤتمر في الرياض دليل إضافي على استمرار وقوف المملكة مع الشعب اليمني، موضحا أن دعم المملكة المتواصل لليمن من خلال استضافتها للعديد من الفعاليات والمؤتمرات يؤكد حرصها لإخراجه من واقعه المتأزم. وزاد: «إن خادم الحرمين الشريفين كان وراء إبعاد شبح الحرب عن اليمن عبر دعمه للمبادرة الخليجية التي كانت بمثابة طوق نجاة للشعب من الاقتتال والصراع الدموي». وتابع قائلا: «إن مواقف المملكة لا ينكرها إلا جاحد». وأكد أن الدعم والمساعدات التي ستحصل عليها اليمن من المانحين سيتم استيعابها في صندوق دعم دولي خاص بما يضمن استثمارها ويعود بالفائدة على الشعب اليمني وسيسهم في تحقيق التنمية. وأبدى تفاؤلا كبيرا بالنتائج التي سيحققها اجتماع المانحين لمصلحة دعم اليمن سياسيا واقتصاديا لتجاوز الأزمة الخانقة التي تمر بها بلاده، والمساعدة في التغلب على كل الإشكاليات التي تواجهها، مؤكدا أن المؤتمر يمثل فاتحة الطريق لمستقبل يمني واعد. وأوضح أن اليمن يعول كثيرا على مؤتمر المانحين، خصوصا في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد، والمتمثلة بالتطورات الأمنية التي أصبحت تهدد أمن اليمن، مشيرا إلى أن المهام والمسؤوليات الملقاة على عاتق الحكومة ضخمة ولن تستطيع مواجهتها لوحدها، وينبغي على كل الأصدقاء ودول الجوار والأشقاء مساعدتها على الخروج إلى بر الأمان. وسيشارك في المؤتمر الذي يهدف إلى تعبئة الموارد المالية من مجموعة المانحين لسد الفجوة التمويلية لبرنامج الاستقرار والتنمية في اليمن عدد من الوزراء في الحكومة اليمنية والمبعوث الأممي جمال بن عمر ونائب رئيس البنك الدولي السيدة أنجر أندرسون، إضافة إلى الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني ومبعوث الأممالمتحدة لليمن جمال بن عمر والعديد من الدول والمؤسسات والمنظمات المانحة بوفود عالية المستوى وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدةوالأممالمتحدة وصندوق النقد الدولي والصناديق الخاصة إلى جانب مشاركة ممثلين عن القطاع الخاص في اليمن ودول الخليج العربية وممثلين عن المنظمات غير الحكومية اليمنية والإقليمية والدولية. وسيطلب اليمن دعما بأكثر من 11 مليار دولار وذلك لإعادة الإعمار ودعم التنمية في هذا البلد الذي يعاني أزمة إنسانية واقتصادية خانقة. وبحسب المصادر فإن اجتماع الدول المانحة سيناقش عدة جوانب تتعلق بالتنمية في اليمن ومن أبرزها إعادة الإعمار والجانب الثاني هو الإنساني، والثالث ما تتطلبه مرحلة الأمن والاستقرار بالإضافة لاستكمال العمل السياسي فيما يتصل بالحوار الوطني والتعديلات الدستورية والإعداد للانتخابات. وسيخصص المؤتمر الذي سيعقد لمدة يومين لعرض الوثائق اليمنية ومن المتوقع أن يكون اليوم الأول للمؤتمر مخصصا للحكومات والمنظمات الدولية، أما اليوم الثاني سيكون للمجتمع المدني والقطاع الخاص وسيشهد في ختامه الإعلان عن التعهدات المالية لدعم جهود الحكومة. ومن المقرر أن يتم اتخاذ خطوات ملموسة أكثر من قبل المانحين في اجتماع مجموعة أصدقاء اليمن الذي يعقد في نيويورك في نهاية الشهر الذي سيكون لمتابعة السياسي والأمني الوضع الراهن. وكانت الرياض قد استضافت في مايو الماضي مؤتمر (أصدقاء اليمن) الذي أقر وعودا بحزمة مساعدات بأربعة مليارات دولار تبرعت المملكة ب 3 مليار و250 مليون دولار منها.