شرع أهالي القرى الحدودية أمس في الانخراط في برنامج تعريفي تأهيلي تمهيدا لاستلام مساكنهم في مشروع الملك عبدالله لوالديه في جازان في خمسة مواقع هي (الخارش، رمادا، الحصمة، روان، والسهي)، حيث بدأت أمس مراسم تسليم الدفعة الأولى من المشروع والتي تضم 2000 وحدة، وذلك من أصل 6000 وحدة سكنية، وسيستمر تسليم الدفعة الأولى من المشروع حتى نهاية هذا العام بصفة تدريجية. وأوضح وكيل إمارة منطقة جازان الدكتور عبدالله السويد أن الوحدات السكنية في مشروع الإسكان التنموي التي انتهى تنفيذها وعددها 2000 وحدة خصصت للمواطنين النازحين من القرى الحدودية، وأمر بإنشائها خادم الحرمين الشريفين ونفذتها مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه للإسكان التنموي بواقع ستة آلاف وحدة سكنية، مشيرا إلى أن تلك المشاريع تعد اليوم معلما من المعالم التنموية العملاقة في جازان والوطن عموما. وأشار السويد إلى أن زيارته للمشروع تهدف إلى الاجتماع بالمواطنين من أهالي تلك القرى والاستماع لهم والتعرف على مطالبهم بما يحقق الصالح العام وفق توجيهات القيادة الرشيدة التي تصب في خدمة المواطنين ورعاية مصالحهم. توفير الخدمات «عكاظ» وقفت أمس على مشروع خادم الحرمين الشريفين لإسكان النازحين في منطقة السهي الذي يضم جزءا من المشروع والذي يتكون من 447 فيلا للمرحلة الأولى بتكلفة إجمالية تتجاوز ال 479 مليون ريال، وشهدت استكمال الأعمال بدقة في التصميم، وجودة في التخطيط، لاسيما فيما يخص تخطيط الشوارع وعمليات تصريف مياه الأمطار المصممة بعناية وكذلك الوحدات السكنية، وعند التجول بين الوحدات السكنية فإن ما يسر المتجول دقة التنظيم وتوزيع الوحدات السكنية التي اصطفت في لوحة معمارية رائعة وبأسلوب يراعي احتياجات الأسر المستفيدة من حيث عدد أفرادها، ونسق ألوانها لتزيد المنظر جمالا، وبين الوحدات وعلى مسافات مدروسة بعناية تقام أربع مدارس منها مدرستين للبنين ومدرستين للبنات والتي نفذت وفق أفضل المواصفات العالمية من حيث عدد الفصول واتساعها وتكييفها مركزيا، وتوفير المظلات الشمسية التي تضلل فناء وساحات المدارس والملاعب المغطاة، إضافة إلى توفير مختلف التجهيزات المدرسية. وما يلفت الانتباه في موقع المشروع الجامع الكبير الذي يقف شامخا بين الوحدات السكنية بمنارته العالية التي تسابق في الشموخ والعلو إلى السماء بطول يزيد عن 30 مترا، وصمم المسجد ليتسع لنحو 750 مصل ومسجد آخر يتسع ل 1500 مصل، وتتوفر به مجمل الخدمات من فرش، تكييف، إنارة ومرافق خدمية، وعلى مقربة من كل مسجد ومدرسة ووسط كل مجموعة من الوحدات السكنية، يجد الساكن والزائر لمشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز التنموي في منطقة جازان وفي مركز السهي خاصة مساحات من المسطحات الخضراء التي تزيد من جمال المنظر العام للمشروع، ومتنفسا لسكان الحي إضافة للساحات الواسعة ومركز الصحة الأولية. ولا تقف الخدمات المقدمة عند هذا الحد، بل شملت توفير المياه المحلاة لكل وحدة سكنية في المشروع عبر محطات خاصة قامت وزارة المياه والكهرباء ممثلة بالمديرية العامة للمياه في منطقة جازان بإقامتها داخل تلك المواقع وربطها بخط ناقل للمياه المحلاة من محطة تحلية مياه الشقيق في أقصى شمال المنطقة ليخدم المشروعات الإسكانية في أقصى المناطق الجنوبية للمنطقة، كما تم ربط مشروع الإسكان في السهي بالطرق الرئيسية في المنطقة من خلال الأعمال التي قامت بها وزارة النقل، علاوة على ربطها بالقرى والهجر القريبة من مواقع الإسكان، وشرعت مختلف الجهات الخدمية في توفير الخدمات في مواقع المشروع وفي مقدمتها إمارة منطقة جازان وأمانة المنطقة، وغيرها من الجهات ذات العلاقة، إنفاذا لتوجيهات القيادة الرشيدة، وخدمة للمستفيدين من المشروع من أبناء جازان. برامج تنموية تعد وحدات المشروع السكنية ذات التصاميم العصرية والاقتصادية والقابلة للتمدد الرأسي والأفقي، وفقا لمتطلبات المساكن المستقبلية وتلائم الظروف البيئية والمناخية المحيطة، وتتناسب مع أعداد الأسرة السعودية وتقاليدها، ويتضمن المشروع كافة الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وصرف الصحي وشبكات الطرق والإنارة والأرصفة، ويقدم المشروع مجموعة واسعة من البرامج التنموية تشمل التثقيف، التوعية، التعليم والتدريب، فرص العمل، ليكون الساكن مواطنا منتجا ونافعا لنفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه، وتمتاز تلك المشاريع بإطلالة مميزة بعد أن ساهمت تصاميمه الهندسية الرائعة في لفت الانتباه للآلاف من سالكي الطريق الدولي، ولعل منطقة جازان قد نالت نصيبا وفيرا من هذا الإسكان، وما توجيهات خادم الحرمين الشريفين بإنشاء الوحدات السكنية ومتابعتها إلا دليل واضح على الاهتمام بهذه الفئة، وستقدم العيش الرغيد للسكان في منطقة جازان. شكر وعرفان «عكاظ» التقت بعدد من النازحين الذين ثمنوا لحكومة خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) اهتمامه براحة المواطنين وسلامتهم وأمنهم، وتحدث عبده شوعي يحيى كعبي من سكان محافظة الخوبة وأحد النازحين (من ذوي الاحتياجات الخاصة) ويعبر عن رأيه بالنطق تارة وبالإشارة تارة لإعاقته: «إن انتقالهم لمساكنهم الجديدة لحظات لن تنسى»، داعيا لخادم الحرمين الشريفين بالصحة والسلامة، ومقدما شكره أيضا لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير جازان على وقفته الصادقة واهتمامه بسير المشروع حتى أصبح منجزا وجاهزا. فيما عبر محمد الجابري عن شكره لخادم الحرمين الشريفين على الهدية الغالية التي قدمها لهم والمتمثلة في مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز للإسكان التنموي الذي يعد نقلة نوعية في حياة كثير من الأسر نحو الأفضل إضافة إلى توفير الأمن والأمان لهم.