رغبتنا الداخلية لتحقيق إنجاز معين يفسر مفهوم الطموح، إذ أنه ينبع من الفرد نفسه .. ولكن هناك سؤال: لماذا تحفر وتدفن أغلب فئات مجتمعي هذا الطموح وتقتله بأشنع الوسائل ؟!. في العصر الجاهلي لم يكن هناك أقبح من ظاهرة وأد البنات وحينما أشرقت شمس الإسلام رفع قدر المرأة وعلا شأنها وحرم هذه الجريمة أشد تحريم وقد قال الله تعالى في حق من يفعل ذلك (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون)، فسبحان من أكرمها وأعز قدرها. وكأني أرى ما يواجه بعض طموحات وأحلام بنات جنسي وها هي شبه هذه الظاهرة قد عادت ولكن مع طموحاتهم وأهدافهم! لأنها فتاة لا يحق لها أن تنجز وتحلم وتبدع !! لأنها فتاة تجد بعضا من التحطيم !! لأنها فتاة لا بد أن تتقوقع على نفسها !! لأنها فتاة يكون صعودها لسلم النجاح من أصعب المهمات في حياتها !! لأنها فتاة تبدأ معاناتها من أسرتها إذ يتاح للذكر ما لا يتاح ولا يشرع للأنثى سواء من إكمال دراستها في الخارج أو تطوير نفسها بالدورات التدريبية أو قيامها بالأعمال التطوعية !! فكل شيء محسوب عليها وغلطة الشاطر بعشرة بعكس نظيرها الرجل فهو يخفق مرة ومرتين وعشرة ومع ذلك لا بأس أن تكون نظرتهم له (الفشل أساس النجاح) و (التكرار يعلم الشطار). أتمنى أن نستبدل ما أعتدنا عليه من وأد الطموح بوأد النظرة التعسفية والتحطيمية تجاه طموح الفتيات وإفساح المجال لهن بالظهور والتحليق في سماء الإبداع؛ فكم من البيوت تخبئ الكثير من المتألقات والمبدعات ولكن لم تتاح لهن حرية الإنجاز والسير إلى ما تصبو إليه أنفسهن.