عندما كانت الطائرة (الخاصة) تحلق بنا على ارتفاع منخفض في سماء القصيم إيذانا بالهبوط.. لم أتمالك نفسي من الدهشة التي اقتحمت كل نوافذ الإحساس.. حتى لكأنني ظننت أنني أهبط في أرض خارج الحدود.. فالمساحات الخضراء تفرش الأرض ببساط سندسي يعكس الوجه الأخضر للقصيم.. هذه المنطقة الغنية بمصادر الطاقة الحيوية المنتجة.. تأتي في مقدمتها الطاقة الإنسانية البشرية. القصيم منجم الرجال: لعلني لا أخجل من إطلاق هذه العبارة.. فهي ألصق ما تكون تعبيرا وصدقا على رجال هذه المنطقة.. وهم معادن تفوقت في ضخ المال في شرايين الاقتصاد السعودي.. أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الجفالي.. العليان.. السليمان.. الزامل.. السبيعي.. الصغير. فضلا عن أؤلئك الذين تفوقوا في مجالات العلم الشرعي ومجال الرأي والفكر والعلم وفن الإدارة بإسهامات كبيرة في مجال خدمة الوطن وقد أشرت في مقال سابق إلى بعض النماذج. مركز الجفالي: وتتالت المفاجآت وما زلنا نمضي على بساط الدهشة فقد كانت صالة المطار (مطار القصيم) تعج برتل من الرجال يتقدمهم مهندس عنيزة البارع المساعد اليحيى السليم محافظ عنيزة والأستاذ عبدالله السليم رئيس مجلس إدارة جمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية وأحد أبرز العناصر الفاعلة والمنتجة.. والقدوة في مجال العمل الإنساني الخير.. ونمضي نقطع المسافة القصيرة جدا لنصل إلى اللقطة المضيئة وهجا وشموخا وانعكاسات تتطاير مؤثراتها لتعانق فضاء لا حدود له في مجال العطاء الإنساني. حقيقة، إن ما شاهدناه يستعصي على الرائي تجسيده أو رسمه بمجرد الكلمات.. فمشروع علي الجفالي تجلى ويجلي روح البذل والعطاء عند هذا الرجل المعلم.. الرجل الإنسان علي الجفالي.. أحد الأعمدة الثلاثة في هذا البيت الشامخ الذي امتزج عرقه بالأرض الطيبة في مكةالمكرمة وفي الحجاز وفي القصيم بل وفي شتى أنحاء المملكة.. أعني بذلك: إبراهيم الجفالي، أحمد الجفالي، وعلي الجفالي. وأترك هنا المجال للأستاذ عبدالله السليم وألتقط من فمه.. أن رعاية الأمير فيصل بن بندر لهذا اللقاء وتدشين سموه الكريم لمجمع الشيخ علي الجفالي للرعاية والتأهيل له أبعاد إنسانية كبيرة تؤكد مدى اهتمام سموه بأهمية العمل الخيري.. قبل عشر سنوات والكلام هنا للسليم زرت مركز العون في جدة للاطلاع على صرح من صروح الإعاقة فكان الإحباط عندي معادلا للإعجاب، خاصة بعد معرفتنا بالتكلفة التقديرية والتكلفة التشغيلية للمشروع وأنا أفكر وأحلم بأن يكون هناك مركز مماثل في عنيزة.. واليوم نحتفل بحلمنا والذي تجسد حقيقة ماثلة في مجمع الشيخ علي الجفالي بتكلفة 32 مليون ريال (والبقية تأتي). أحمد الحمدان: إذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن أحمد الحمدان (سفير عنيزة بالغربية كما يحلو للأخ عبدالله السليم وسمه) الرجل المحور الذي يبنى جسورا تعبرها قوافل الخير من الخيرين لتستقر في أوعية تصنع منها الأيدي الأمينة سنابل أمل وقناديل تشعل الضياء في سراديب العتمة في انبثاقات تزرع الثقة واليقين في أحداق من هم في ذاكرة أيامنا الخوالي كم مهمل.. نلقى بهم في ركن قصي أو في زاوية من زوايا المنزل في إهمال واضح.. حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.. بل ويذهب البعض إلى أكثر من ذلك كما جسد القرآن البليغ عن نظرة الجاهلية للبنات (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون) (النحل 58 - 59). أعني أصحاب الإعاقة. والمركز يأتي آية تأخذ بتلابيب المشاهدين.. سنواصل الحديث عنه في المقالة القادمة لضيق المساحة.. وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة