خلال الأيام الماضية انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي فيديو عن الطرد النرويجي، الذي غلفه عمدة مدينة أوتاوا النرويجية على أن يفتح بعد 100 عام انتهت 24 اغسطس 2012م، ووجدوا داخله مجموعة من الرسائل والوثائق وورق صحف وبعض المذكرات عن المدينة. ولاشك أن هذا الحدث وضع هذه الدولة تحت أنظار العالم بسبب الفضول الإنساني لكل ماهو مجهول وسرعة انتشار الأخبار عن الموضوع عبر أثير الإنترنت. وأصاب المتابعين لموضوع الطرد الخيبة لعدم وجود مآسي وأسرار أو حتى أخبار غير عادية تذكر في الطرد النرويجي، فمنذ مائة عام وحتى الآن يعيش هذا الشعب في سلام مع نفسه وجيرانه والعالم، فمع أنه شعب غني وذو كثافة سكانية منخفضة، إلا أنه منتج تفرغ للعمل لأنه يستفيد من نموذج الرعاية الاسكندنافية الذي يعتمد على مجانية الرعاية الصحية والتعليم لأعلى المراحل والضمان الاجتماعي لجميع السكان حتى لغير المواطنين، فهي صنفت كأعلى دولة في مجال التنمية البشرية، وتتبع النرويج نظاما ملكيا دستوريا ديمقراطيا برلمانيا. والنرويج من الدول الغنية وتعتبر ثاني أكبر مصدر للمأكولات البحرية وثالث أغنى بلد في العالم من حيث القيمة النقدية مع ثاني أكبر احتياطي للفرد الواحد، وهي خامس أكبر مصدر للنفط، وتساهم الصناعات البترولية بحوالى ربع الناتج المحلي الإجمالي وتعتبر عملة الكرونة النرويجية إحدى أكثر العملات ثباتا في العالم. فتلمست أوجه التشابه بين النرويج وبلادنا فهي بترولية ملكية تاريخها عريق، فخطر لي لو أراد المواطن السعودي إعداد طرد مماثل يفتح بعد 100 عام فماذا سيضع فيه؟ ماهي القضايا والأسرار التي ستحتويها الأوراق أو CD أو الUSB، لعلنا نضع فيه صورة لبئر أو حتى برميل بترول لتتعرف عليه الأجيال القادمة إذا لم يكن هناك إنترنت أو حتى كهرباء.