كشف إعلان وزارة الداخلية أمس الأول عن إصرار الخلايا الإرهابية على التغرير بصغار السن من الشباب غير الواعين وغير القادرين على التمييز، الذين ينقادون نحو الأفكار الهدامة والجانب المظلم المهلك. فقد كشف الإعلان عن الاشتباه في تورط شابين هما علي ناصر العسيري وصالح محمد السحيباني، اللذان أعلن عنهما، لدفعهما على تسليم نفسيهما لتبيين موقفهما وهو ما كشفه إعلان سابق لوزارة الداخلية إبان إعلان قائمة 21 مطلوبا والتي ضمت عددا كبيرا من المطلوبين التي تتراوح أعمارهم ما بين 21 – 25 سنة وهم من صغار السن وهذا الأسلوب التغريري سبق وأن اعترف به خالد الفراج المسؤول الإداري السابق في تنظيم القاعدة الذي قبض عليه في الرياض وقال آنذاك«كان أكثر المنضمين للتنظيم من ذوي الأعمار الصغيرة في السن» فيما سبق وأن قال عبدالرحمن الرشود الذي كان مسؤولا عن التجنيد واستقطاب صغار السن أن آلية التنظيم الإجرامي كانت تستقطب أولا صغار السن الذين ليس لهم قدم راسخ من علم شرعي أو عقل راجح ليبين لهم الصحيح من الخطأ إضافة إلى اعتمادهم على العناصر التي تحب المغامرة والجرأة وبالذات الذين في سن 20 حيث يريد إثبات الذات أمام المجتمع وأمام الآخرين. وفي سياق التغرير بصغار السن من قبل الفئات الضالة أوضح اللواء متقاعد أحمد سعد الثبيتي أن تجنيد صغار السن سياسة ينتهجها التنظيم الضال حيث يعتمد على الحماس الكبير لدى صغار السن فيندفع الصغير نحو ما يقال له دون أي تفكير أو تروٍّ ، ويكون كل ذلك بسبب غياب دور الأسرة الأمر الذي قد يوقعه في متاعب منها ما نشاهده اليوم من ظهور مطلوبين من صغار السن مغرر بهم اندفعوا إلى أعمال إجرامية ويجب أن يتوقفوا ويغتنموا الفرصة التي ذكرت في البيان والتي دعت إلى أن من يبادرون إلى تسليم أنفسهم فإن ذلك سوف يؤخذ في الاعتبار عند النظر في أمرهم وهو ديدن ولاة الأمر دوما الذين عرف عنهم العفو والتسامح وحذر من اندفاعهم نحو الأعمال التي تؤدي إلى فقدان حياتهم في الدنيا والآخرة. وأبان الثبيتي من المعروف أن الرأي لدى هذه الفئة قاصر على الاندفاع وراء العواطف وعدم التفكير في العواقب وهي السمة لديهم وبالتالي قد يقومون بأعمال وعمليات لا يدركون خلفياتها، وهذا اختيار يصعب عليهم الخروج منه في النهاية، وقد يستدرجون بحسن نية فيجد أحدهم نفسه متورطا بمثل المخدرات والجريمة أو التنظيمات الإرهابية. وشدد اللواء الثبيتي على دور الأسرة وقال: غياب دور الأسرة الواعي والقادر على متابعة الابن وتوجيهه نحو الطريق الصحيح يجعله لقمة سائغة سهلة الانقياد خلف ضعاف النفوس.