أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن صدمته للمعلومات التي تحدثت عن وقوع مجزرة في مدينة داريا بريف دمشق، معتبرا أن من الضروري إجراء تحقيق فوري ومحايد، فيما أعلن الجيش الحر عن إسقاط طائرة مروحية تابعة لقوات النظام ومقتل قائدها انتقاما لضحايا داريا وسط دعوات غربية إلى إقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين واللاجئين خاصة على حدود تركيا. وقال مارتن نيسركي المتحدث باسم بان «إن الأمين العام شعر بصدمة لهذه المعلومات ويندد بشدة بهذه الجريمة الوحشية والرهيبة». وإذ تحدث عن معلومات أفادت عن مقتل مئات المدنيين في داريا، اعتبر المتحدث أن من الضروري التحقيق فورا وبشكل مستقل ومحايد في هذه المجزرة. وأضاف «نود أن يحصل ذلك في أقرب فرصة». في هذه الأثناء أعلنت إحدى كتائب الجيش السوري الحر في العاصمة إسقاط مروحية تابعة للجيش النظامي في دمشق انتقاما لمئات القتلى الذين سقطوا خلال الهجوم في مدينة داريا المجاورة، بينما يخوض المقاتلون المعارضون اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية في كل من دمشق وحلب العاصمة الاقتصادية للبلاد. وأعلن التلفزيون السوري الرسمي أن طائرة مروحية سقطت في حي القابون الواقع شمال شرق دمشق. لكن المتحدث باسم «كتيبة البدر» التابعة للجيش السوري الحر في دمشق أعلن مسؤوليتها عن إسقاط المروحية. وأظهر شريط فيديو بثته تنسيقية تجمع أحرار القابون على صفحتها على الفيسبوك حطام الطائرة التي سقطت في حي سكني والدخان الكثيف يتصاعد منها. ولفت المرصد في بيان إلى ارتفاع وتيرة القصف والاشتباكات في المنطقة إثر إسقاط طائرة حوامة قبل قليل ومقتل قائدها فوق القابون. وأشار إلى أن حي جوبر يتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تشتبك مع المقاتلين المعارضين على أطراف الحي، بحسب المرصد الذي أضاف أن بلدة زملكا ومحيطها تشهد اشتباكات عنيفة بينما تتعرض بلدة حورية لقصف عنيف. وفي مدينة حلب (شمال)، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي سيف الدولة بينما يتعرض حي المرجة لقصف من قبل القوات النظامية. إلى ذلك، حصدت أعمال العنف أمس في سوريا 25 قتيلا بينهم 13 مدنيا وسبعة مقاتلين معارضين، بالإضافة إلى خمسة من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي أعلن أيضا العثور أمس على 14 جثة جديدة في داريا، وبذلك ترتفع حصيلة الجثث التي عثر عليها في داريا إلى 334 جثة. وقال الجيش الحر إن القوات النظامية السورية فتحت أمس جبهة جديدة ضد مقاتليه داخل دمشق وخارجها، مستهدفة بشكل خاص المناطق الرئيسية التي يسيطر عليها المقاتلون شرق العاصمة وريفها، وذلك بعدما استهدفت الأسبوع الماضي المناطق الجنوبية الغربية. من جهته أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس أن باريس تعمل مع شركائها على إقامة مناطق عازلة في سوريا، وذلك في خطاب أمام السفراء الفرنسيين في باريس. وقال هولاند «نعمل على مبادرة المناطق العازلة التي طرحتها تركيا»، مضيفا «نقوم بذلك بالتشاور مع أقرب شركائنا». واعتبر الرئيس الفرنسي أن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية سيكون «سببا مشروعا» للتدخل المباشر من قبل المجتمع الدولي، منتقدا سلوك الصين وروسيا بشأن الملف السوري. وقال «إن سلوكهما بالنسبة للأزمة السورية يضعف قدرة مجلس الأمن على حل الأزمة. ودعا هولاند المعارضة السورية إلى تشكيل حكومة مؤقتة، شاملة وتمثيلية، مؤكدا أن فرنسا ستعترف بها فور نشأتها.