أسقط الجيش السوري الحر مروحية تابعة للجيش النظامي في دمشق أمس انتقاما لمئات القتلى الذين سقطوا خلال الهجوم في مدينة داريا المجاورة، بينما يخوض مقاتلوه اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية في كل من دمشق وحلب، وسط تواصل التنديد الدولي بمجزرة داريا. وفيما أفاد التلفزيون السوري أن طائرة مروحية سقطت بجانب جامع الغفران في حي القابون شمال شرق دمشق، دون الإشارة إلى سبب سقوطها، أعلن المتحدث باسم "كتيبة البدر" التابعة للجيش السوري الحر في دمشق، مسؤولية كتيبته عن إسقاط المروحية. وقال عمر القابوني إن اسقاط المروحية تم "بواسطة مضاد للطيران ردا على مجزرة داريا"، موضحا أن الطيار قتل. وأظهر شريط فيديو بثته تنسيقية تجمع أحرار القابون على "الفيسبوك" حطام الطائرة التي سقطت والدخان الكثيف يتصاعد منها. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان "ارتفاع وتيرة القصف والاشتباكات في المنطقة إثر إسقاط المروحية ومقتل قائدها" فوق القابون. وأشار إلى أن "حي جوبر يتعرض لقصف عنيف" من قبل القوات النظامية التي تشتبك مع المقاتلين على أطراف الحي، وأن بلدة زملكا ومحيطها تشهدان اشتباكات عنيفة بينما تتعرض بلدة حورية لقصف عنيف. ولفت المرصد إلى مقتل أربعة مقاتلين وستة من القوات النظامية باشتباكات بين الطرفين في حي جوبر ومناطق الغوطة الشرقية. وفي حلب (شمال) دارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومقاتلين في حي سيف الدولة، بينما يتعرض حي المرجة لقصف نظامي. وأشار المرصد إلى تعرض حي الإذاعة لقصف عنيف من كتائب الأسد التي تحاول السيطرة عليه، مضيفا أن حي بستان الباشا تعرض للقصف أيضا. أما في إدلب (شمال غرب)، فتعرضت بلدة معرة مصرين ومدينة أريحا وقرى مجاورة لهما لقصف عنيف من القوات النظامية التي تحاول إعادة سيطرتها على هذه المناطق. إلى ذلك، حصدت أعمال العنف أمس في سورية 25 قتيلا هم 13 مدنيا وسبعة مقاتلين معارضين، وخمسة من القوات النظامية، بحسب المرصد الذي أعلن أيضا أمس العثور على 14 جثة جديدة في داريا، ما يرفع حصيلة الجثث التي عثر عليها في هذه المدينة إلى 334 جثة. وتواصلت أمس ردود الفعل حول مجزرة داريا، حيث أعلن البيت الأبيض أن وقوع المجزرة دليل آخر على "الاستخفاف الوحشي" الذي يبديه الرئيس الأسد "بحياة البشر". وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي تومي فيتور إن الأسد "فقد كامل مشروعيته. ومع كل يوم يمر، يصبح من الضروري أكثر أن يضغط عليه المجتمع الدولي لكي يتنحى عن السلطة حتى تبدأ عملية انتقال سياسي". كما أعلنت فرنسا أنها تشعر "بصدمة عميقة بعد اكتشاف جثث" في داريا في "ما يبدو مجزرة لمدنيين". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو إن "فرنسا تأمل في إلقاء الضوء بالكامل على ظروف هذه المجزرة وخصوصا بواسطة لجنة التحقيق الدولية التي شكلها مجلس حقوق الإنسان". وبدوره دان وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني ألستر بيرت المجزرة الوحشية. وقال إنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع ممثل الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية الخاص الأخضر الإبراهيمي ناقش معه تلك الجرائم والبحث عن أفضل الطرق لدعم الجهوده لإيجاد حل للأزمة في سورية. وفي بروكسل، دان الاتحاد الأوروبي أمس المجزرة، مطالبا بضرورة معاقبة مرتكبيها بغض النظر عمن هم، وفقا لمايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون.