أثار توقيع أمانة العاصمة المقدسة لأربعة عقود لتنفيذ مشاريع تقاطعات رئيسية في شوارع مكةالمكرمة، شكوك المواطنين حول وجود خلل بين الأمانة وإدارة المرور بعد تجاهل الأولى إشراك المرور في قرار تنفيذ تلك المشاريع. كما أبدى عدد من المواطنين استغرابهم من تجاهل الأمانة تنفيذ مشاريع في تقاطعات رئيسية تشكل بؤرة للحوادث المرورية والاتجاه لتنفيذ تقاطعات أقل أهمية. وذكر عبدالله الجهنى أن إشارة باشراحيل واحدة من أكثر تقاطعات مكة دموية نتيجة ما تشهده من حوادث مرورية، مشيرا إلى أن ذلك يؤكد وجود خلل في التنسيق بين المرور والأمانة، في حين يؤكد سعود مفرح أن تقاطع الدوارق أكثر التقاطعات تسجيلا لنسب الكثافة المرورية ومع ذلك غاب عن مشاريع التقاطعات التي تعكف الأمانة على تنفيذها. وجاء تأكيد المواطنين عن غياب الرؤية المشتركة والتنسيق التكاملية بين المرور والأمانة عقب إعلان الأمانة عن بدء تنفيذ المشاريع بتكلفة فاقت 330 مليون ريال على أربعة محاور، شملت تقاطع طريق جدة القديم مع شارع عبدالله عريف، وتقاطع طريق السيل مع شارع عمر قاضي، وتقاطع طريق السيل مع شارع حراء في منطقة جبل النور، وتقاطع طريق الهدا مع شارع إبراهيم الجفالي، وطالبوا بضرورة توحيد الجهود لضمان التنفيذ الأمثل وتسخير الإمكانيات لصالح تحقيق انسيابية في الحركة وإنهاء المعاناة المتكررة مع الحوادث نتيجة الأخطاء الهندسية في العديد من التقاطعات في مكةالمكرمة والمسارعة في تنفيذ المشاريع الأكثر أهمية وتأجيل المشاريع الثانوية غير الضرورية. وأكدت إدارة مرور العاصمة المقدسة وجود تقاطعات محورية هامة تحتاج إلى تنفيذ سريع للتخفيف من نسب الحوادث والكثافة المرورية، وأوضح المقدم فوزي الأنصاري المتحدث الإعلامي باسم إدارة المرور في العاصمة المقدسة أن اللجنة المرورية رفعت للأمانة لتنفيذ تقاطع باشراحيل في النورية نظرا لما يشهده التقاطع من حوادث مرورية متكررة، كما تم رفع مشروع لتقاطع الدوارق وكلا المشروعين له أهمية خاصة ويتطلب تنفيذها سريعا. وأضاف الأنصاري أن التقاطعات التي وقعتها الأمانة هامة وضرورية لتسهيل الحركة المرورية في مداخل مكةالمكرمة وجميع هذه التقاطعات تمت دراستها عن طريق اللجنة المرورية دراسة مبدئية ورفعت للأمانة وتمت الموافقة على تنفيذها وسيكون لها بالغ الأثر عقب الانتهاء من تنفيذها، مؤكدا أنه لا يمكن للأمانة تنفيذ أي مشروع في شوارع وتقاطعات مكة إلا بعد عرضه على إدارة المرور والتصريح بتنفيذه، معتبرا أن هذه المشاريع سيتم جدولتها على أن يتم تنفيذها دون أن تعيق حركة السير في الشوارع وسيتم تخصيص طرق بديلة لأي طريق يتم إغلاقه لصالح تنفيذ المشروع. من جهتها، نفت أمانة العاصمة المقدسة تجاهلها لدور إدارة المرور. وأكدت أن ما ينفذ من مشاريع في الشوارع والتقاطعات يتم بالتنسيق والتعاون من إدارة المرور. واشار المهندس محمد متولي مدير عام التخطيط العمراني الى أن مشاريع الطرق والتقاطعات الكبيرة التى تقوم بها الأمانة جميعها تخضع للتنسيق والعرض المباشر على الجهات المعنية ذات العلاقة قبل تنفيذها، ومنها إدارة المرور أو وزارة النقل حسب الموقع والارتباط، ويوجد في الأمانة إدارة خاصة هي إدارة التخطيط الحضري والنقل تقوم بمسؤوليتها تجاه ذلك، إضافة لإدارة هندسة المرور والنقل، وهناك لجنة خاصة بالأمور المرورية وهي لجنة مشتركة فيها ممثل رسمي للإدارة العامة للمرور بالعاصمة المقدسة، معتبرا ان الأمانة تولي مشاريع الطرق بمكةالمكرمة اهتماما كبيرا، وذلك بهدف إنشاء شبكة متطورة من الطرق الحديثة وربط أجزاء العاصمة المقدسة وتطوير الحركة المرورية والقضاء على مشاكل الازدحام والاختناقات التي تشهدها مكةالمكرمة خاصة خلال فترات المواسم، وأن هذه المشاريع تتم وفق أحدث الطرق الهندسية وبعد إجراء العديد من الدراسات الفنية والهندسية التي أثبتت جدواها.