لن نبتعد عن الحقيقة إذا قلنا إن «جاهدة وهبة» مبدعة من طراز فريد إنشادا وغناء وشعرا، وعندما نقول ذلك فإننا نستند إلى خامة صوتها السوريالية المفعمة بنفحات الوجد والهيام، كيف لا وهي التي تسافر عبر كلماتها إلى أعماق النفس البشرية وتأخذها من غيابات الحزن إلى مطارح أشهى وعشق أندى، متسلحة بدراستها للتجويد القرآني والإنشاد السرياني وعلم النفس والغناء الشرقي والأوبرالي، فمن كل ذلك استقت منارات الإبداع والسمو الوجداني، مما مكنها من شق طريقها بسلاسة لاتضاهى إلى أذن المستمع فتطربها بصوتها الساحر، أو القارئ لكلماتها المفعمة بآهات الحلاج وترانيم ابن عربي، حيث ينتقل لاشعوريا إلى التعمق في عوالمها المطرزة بالحبور، تعتريه أحاسيس من الألق وثورة من التأمل في الوجود، والتحليق في سماوات الحياة والحب والتسامح. وعن قصة ولادة الكتاب قالت جاهدة وهبة ل «عكاظ» : قصة ولادة «الكتاب» كتاب «الأزرق والهدهد» صك عشقي وذرف عن الجوى والوجد.. أقول ذرف لأنه ليس نثرا ولا شعرا بل هو هطل كالدمع.. كذاك الانفعال الماطر الذي يأتينا في الفرح والحزن في الخيبة واللوعة في الروعة والدهشة .. تتبادل «مكاتيب الشتي» ، «هذه كما نقول بالعامية» ، شخصيتان تسبحان في العالم الافتراضي عالم الفايس بوك حيث الواقع ملتبس ومتلبس بالمجاز والمجاز مسربل بالواقع. وتضيف : «أنا فقط»رميت بقنديلي في البستان ليبصر جليا ثم هجعت.. كما يقول إيلوار .. ولدت من رحم هذا العالم الالكتروني.. من قصص ألهمتني من ذاكرة هدهدتني وآتٍ وعدني.. من قدر بعثرني.. ولدت من شهقات تلك الشهب السرية الرهيفة.. ولدت من يناع الأحلام. وحين سئِلت: يحلق في كتابك العشق والشعر والأدب والسوريالية والصوفية وأكثر، فضلا عن تصميمه الرائع، كل هذا ساهم في نجاحه فقلت: لعله اجتماع اللهفة بالآمال، أو أن خصب الآه في ناي القلب شردت ريحه نحو قلوب الناس حتى أقصى الشمال. من كتاب «الأزرق والهدهد» هدى : «هاتِها لغتك تعيد تشكيلي.. تعيد ترتيقي أنا التي اسم موصول بالفقد بالشتات ضمير مستتر تقديره آهات .... آتني بعباب حرفك وحرقك يعتلني يعتليني يرفعني من مجردك يبنيني ينصب ذاكرتي قبلك ولك يجزم الآتي من حنيني آهٍ أنت آهٍ أنا .... استعارة مستعرة كوننا والتورية شفاهنا قبلنا جمل اسمية ومضارعنا غدا ماضينا .... يدي ليست في يدك يدك بعيدة في الإعجاز ويدي وحيدة في المجاز .... آهٍ أيتها الأبجدية يا طعنتنا يا حبر دمنا يا ما يشبه الأبدية ».. .... إدير : « حاولت أن أشكلكِ ولم تسعفني أية طريقة كيف أعيد تشكيلك ولست أميز بين السجع والدمع لست أميز فيك بين المجاز والحقيقة ولا بين بعدك والاستعارة لا أعرف ماذا يحدث لي لكنني حين أريد أن أشكلك أنتِ تتشكّل العبارة لست ألومك ولا ألوم الأبجدية آه منكِ أنتِ.. أيتها الأنثى يا طعنتنا الأبدية.. ».. إليك يا جاهدة رسالتي الى جاهدة وهبي رسالة حب ومودة وفخر بهذا الصوت الذي ينقلك الى عالم جميل لا يشبه عالمنا، عالم تشعرين فيه بالسمو والرقي والنشوة. طلال حيدر رسالتي الى جاهدة وهبي رسالة تقدير، فجاهدة وهبي صوت رائع وكبير وهي خليفة العمالقة الكبار الذين نادرا ما تجد من يمكنه مواكبتهم او مناقشتهم. وديع الصافي رسالة صداقة ارسلها لجاهدة وهبي التي رافقتني بصوتها الجميل عندما وقعت ديواني الاخير فأضفت على الحدث رونقا وابداعا اضافيا. زاهي وهبي