أكد ل «عكاظ» مفتي مدينة صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران، أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هي فكرة رائدة تنم عن بعد نظر وتبصر شامل بأوضاع المسلمين في العالم التي توليها المملكة اهتماما كبيرا. وقال إن تأسيس مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية من شأنه جمع المسلمين على القواسم المشتركة ونبذ حالة التفرقة والفتنة التي تعصف بهم، خصوصا أن منطلقات المذاهب الإسلامية كافة هي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وبالتالي تجتمع المذاهب الإسلامية لتتحاور حول القواسم المشتركة وتوضيح الأفكار مما من شأنه أن يزيد أواصر التعاون والوحدة في وجه حالة الانقسام والفرقة التي يعاني منها عالمنا الإسلامي، ما انعكس ضعفا وهوانا في مجتمعاتنا التي يريدها ديننا الحنيف مجتمعات رائدة وقائدة لمجتمعات أخرى. وشدد على ضرورة الحوار الإسلامي الإسلامي والوحدة الإسلامية، مضيفا أن الإسلام دين التوحيد والوحدة شاءه الله تعالى أن يكون دينا للإنسانية جمعاء لأنه دين الفطرة يشترك فيه القاصي والداني والأبيض كما الأسود الغني كما الفقير، العربي كما الأعجمي مما يهيئ أرضية خصبة لتلاقي الشعوب في ظلال هذا الدين الحنيف. وأضاف أن المسلمين في أمس الحاجة اليوم للعب دورهم التوحيدي خارج إطار الشرذمة والانقسام، وهذه النصوص الشريفة تدلنا على أهمية الوحدة حيث تعتبر ركيزة رئيسية من ركائز الشعائر والعبادات، الحالة الأحدوية هي الرائدة، وكل تمايز مذهبي أو مللي يبقى تمايزا هامشيا لا يكون من شأنه المس بالعقيدة ولا بجوهرها، فالوحدة هي وحدة الانتماء ووحدة العقيدة التي تنصهر في بوتقتها سائر الفوارق وتذوب في كيانها كل التفاصيل، حيث يعتبر المسلمون في كل أنحاء العالم أمة واحدة يشد بعضها إلى بعض روابط الأخوة الروحية وأواصر التضامن الديني التي يؤكد الكتاب العزيز عليها، «إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون».