عزز الشيخ الجليل صالح بن فوزان الفوزان استنكاره لمشروع (السلام عليك أيها النبي) بالتأكيد على أن «اقتطاع الأراضي الواسعة لإقامة هذا المشروع وإنفاق الأموال الطائلة لتمويله جهد ضائع»، ثم أوضح فضيلته من يراهم أحق بتلك الأراضي الواسعة والأولى بتلك الأموال التي يرى صرفها جهدا ضائعا فقال: «لو وزعت هذه الأراضي مساكن للفقراء وأنفقت هذه الأموال في تعميرها لهم لكان ذلك سدا لحاجة المحتاجين ووضع المال في موضعه الصحيح». وإذا لم يكن هناك مجال لمخالفة الشيخ الجليل في أحقية هؤلاء الفقراء بالعناية بتوزيع أراض عليهم وإعمارها لهم وسد حاجتهم إليها، كما أنه ما من سبيل لإنكار أن دعوة الشيخ تلك سوف تجد صدى طيبا لدى تلك الفئة الذين هم أولى بالرعاية والاهتمام، فإن للمسألة وجها آخر نأمل ألا يضيق صدر الشيخ الجليل به إن بدا مخالفا لما يراه، ذلك أننا لسنا بالبلد الذي يشكو ندرة الأراضي التي يمكن لها أن تسد عوز المحتاجين للأرض حتى وإن كان واقع الأمر يوهمنا بهذه الندرة، كما أننا لسنا بالبلد الفقير الذي يعجز عن سد حاجة المحتاجين فيه إن أنفق على هذا المشروع أو ذاك، ولذلك لنا أن نزعم أنه لا تعارض بين قيام مشروع كمشروع (السلام عليك أيها النبي) والمضي في دعوة الشيخ إلى ضرورة توزيع أراض لتكون مساكن للفقراء وإعمارها لهم. والشيخ الجليل ليس بحاجة إلى منازعة ذلك المشروع ما أقيم عليه من أرض، كما أنه ليس بحاجة إلى منازعة ذلك المشروع ما رصد له من أموال لكي يجهر بدعوته تلك، فحاجة المحتاجين قائمة قبل ذلك المشروع وبعده، وليس بكثير على الشيخ الجليل أن ينهض بمشروع مماثل يؤكد من خلاله دعوته إلى العناية بالمحتاجين فيطالب الميسورين بالتبرع لهؤلاء المحتاجين كما يطالب بتخصيص أراض لهم، وذلك أولى من التصدي لمشروع علمي يسد حاجة المحتاجين إلى التعرف إلى سيرة نبيهم وعصره. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة