لقد «قتلت» بهجة العيد في هذا الزمان بمعاول كثيرة. لقد قل التزاور واللقاءات واستعيض عنها برسائل من الجوالات..! لقد قفلت الأبواب ورفعت حلاوة العيد و«الزلابية» وماء الورد، وحسن الاستقبال! قل تجمع الأسر والالتفاف حول مائدة إفطار العيد وتقبل التهاني واستعراض ملابس العيد وتبادل الهدايا والعيديات. وحل ماكدونالد وبيتزا هات محل موائد الإفطار العامرة «بالششني والدبيازة والزلابية واللقيمات»، وأصبح الغداء والعشاء شاورما وهامبرجر وبرست وكنتاكي شكن.! لقد استعيض بهم عن المندي والكوزي وما لذ وطاب.! لم يبق من بهجة العيد وفرحه عند الكبار إلا مظاهر الفرح والمرح عند الأطفال! فأصبحت سعادة «الكبار» في الأعياد مصدرها سعادة الصغار. فمباهج العيد ومظاهره وفرحته في النفوس تراها وتشعر بها تملأ وجدانك من تفاعل الأطفال بالعيد.. فانظر إلى الأطفال يوم العيد، تلمس العيد فيما لبسوا من ثياب وفساتين وزينة في ذلك اليوم.. وأصبح لا يملأ قلوب الكبار بالفرح يوم العيد إلا حركات ونشوة الأطفال وما بقي لهم من أناشيد العيد فيا رب احفظ للكبار ما بقي من أفراح العيد. فعلى من تقع مسؤولية تغير مظاهر ودواعي فرحة العيد؟ على العولمة.. على التقنية؟ أم على تطاول البنيان وعلى عجلة الزمان؟ ولكن يمكن أن يقول البعض إن «جيل هذا الزمان» قد كسب معطيات التقنية والمخترعات وكثرة الملهيات.. والمقابل قد يكون خسر متع حياة كانت سائدة في ذلك الزمان.