ارتفع سقف مطالب الأطفال في العيد، ولم تكن الريالات التي كانت تمنح لأقرانهم في العيد تفي بطموحاتهم حول العيدية المنشودة، حيث حلت الأجهزة الحديثة على رأس قوائم الهدايا في العيد والتي تقدم كعيديات للأطفال بمختلف أعمارهم، وعلى الرغم من ارتفاع تكاليف تقديم مثل هذه الأجهزة للأطفال في العيد، إلا أن الآباء وجدوا أنفسهم مضطرين لتلبية رغبات أطفالهم الذين يقلدون أقرانهم ويطلبون مثل هذه الهدايا مرتفعة الثمن. وقالت الطفلة ميان أحمد (6 سنوات) إنها لن تقبل النقود كعيدية من أسرتها، ولن تقبل أقل من جهاز آي باد، وعللت ذلك بأن بنات أعمامها وخالتها كانت هداياهن في العيد أجهزة آي باد التي انتشرت في الفترة الأخيرة، وأصبحت في صدارة اهتمامات الأطفال. وقال عبد الرحمن الثبيتي ( 8 سنوات) إنه قبل العيدية من أقاربه، وكانت عبارة عن نقود، لكنه يرغب في أن تكون عيدية والديه جهاز آي بود، مشيرا إلى أنه كان يحلم باقتناء هذا الجهاز منذ فترة، وجاء العيد ليتحقق حلمه باقتناء هذا الجهاز، مؤكدا أن والديه وعداه بشرائه له هذا العيد. وقال علي الزهراني إنه اضطر لشراء جهاز آيباد لطفله الذي لم يتجاوز عمره العاشرة، بعد أن وجد كثيرا من الأسر في محيط عائلتهم يهدون أطفالهم أجهزة كهذه، ولم يشأ أن ينظر طفله بحسرة إلى ألعاب زملائه، فقرر أن يشتري له ما يريد. وأضاف أن المشكلة قد تواجه الأسر التي لديها عدد كبير من الأطفال، أو الذين لا تسمح ظروفهم المادية بشراء مثل هذه الهدايا باهظة الثمن، وقال "من المفترض ألا تبالغ الأسر في شراء هدايا مرتفعة الثمن لأطفالها في العيد، وخاصة أن الهدية برمزيتها لا بقيمتها. وانتقد نايف الثبيتي المبالغة في شراء الأجهزة للأطفال في العيد، مشيرا إلى أن النقود تعتبر أفضل عيدية للأطفال، وقال "كنا نفرح كثيرا بالعيدية النقدية، ولكن الأطفال في جيل اليوم أفسدتهم التقنية، فلم تعد العيدية قيمة إلا بأن تكون باهظة الثمن، وهذا يحرج كثيرا من الأسر ذات الظروف المادية الصعبة". من جهته كشف عبد الحق حسن (عامل في محل بيع الأجهزة الإلكترونية) عن إقبال كبير على شراء أجهزة الآي باد، والآي بود من قبل الأسر خلال اليومين الأخيرين اللذين سبقا أول أيام عيد الفطر المبارك. وأضاف أن الإقبال ساهم في رفع أسعار تلك الأجهزة بزيادة تتراوح من 50 : 100ريال في الجهاز الواحد، مشيرا إلى أن هناك أيضا إقبالا على شراء أجهزة الجوال التي تقدم كهدايا في العيد بين الأصدقاء والأزواج.