ينتظر الأطفال بشغف كبير عيدية العيد التي تقدّم لهم من الأيادي الدافئة من قبل الأهل والأصدقاء، بمناسبة العيد السعيد، يحصلون عليها كنوع من مشاركة الكبار لفرحة صغارهم بحلول أول أيام العيد، حيث تجسيد مادي للحب، وهي غالبًا ما تكون مبلغاً من المال، ولا تزال العيدية بالنسبة لمجتمع الأحساء صغاراً وكباراً، رمزاً ومظهراً من أجمل مظاهر العيد التي يفرح بها الأطفال ويضعون توقعاتهم لحجم ما سيحصلون عليه، بل يخططون لإنفاقها قبل العيد بأيام، وتختلف العيدية من شخص لآخر، فهناك من يقدّمها على شكل هدايا عينية، بينما البعض يقدّمها لأبنائه مبلغاً مادياً وهذا ما يفضله الأطفال والشباب، ونرى الكثير من أطفال اليوم يحرصون على زيارة بيت العائلة الكبير، والمرور على بيوت الأقارب والأصدقاء في وقت مبكر من أول أيام العيد، طمعاً في الحصول على العيدية. ويصف حسن صالح العلي العيدية بأنها الحدث الأهم بالنسبة للأطفال، مشيراً إلى أنه يحرص دائماً على تقديم العيدية لأبنائه، وكل من يقدّم له التهنئة من أحباب الله، مبيناً أن العيدية تدخل الفرحة على القلوب وتسعد فلذات الأكباد، واعتبرها نوعاً من أنواع التكافل الاجتماعي الموسمي التي تتكرر مرتين في العام في عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك، حيث يرصد ميزانية خاصة لذلك وأنها أولوية من أولويات العيد. ويرى الطفل وسام حسن أن العيدية هي أجمل ما في العيد، ويؤكد حرصه في العيد على زيارة أكبر قدر ممكن من الأقارب من أجل جمع أكبر قدر من العيدية، ويشير وسام إلى أنه يحب الأوراق النقدية ذات الفئات الكبيرة، لأنها تكون مبلغاً كبيراً من المال، يتمكّن من خلالها من شراء ما يحتاجه من الألعاب الإليكترونية التي يلعب بها مع إخوته وأصدقائه. ويؤكد الشاب خالد البوخديم أن العيدية استثمار، وهي بمثابة مشروع كبير يخطط له بمنتهى الحرص، ولكن هذا التخطيط غالبًا ما ينتهي بصرف العيدية في الثلاثة الأيام من العيد، خصوصاً عندما يكون برفقة أصدقائه، لافتاً الى أنه حصل على أكثر من 600 ريالا في أول أيام عيد الأضحى المبارك، نصفها من والده ووالدته، ويفضل خالد العيدية النقدية على العينية.