تجسدت روح الألفة والمحبة بين المواطنين والمقيمين أمس في احتفالية العيد حيث وقف الجميع في صف واحد يتبادلون التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الدينية الكبيرة في صورة فريدة وبهية تدل على مدى العلاقات الحميمة في هذه المناسبة العظيمة. وكان للعيد في مجتمعنا العربي الإسلامي ميزة خاصة يتباشر بها الأطفال ويفرح بها الشباب ويعمل الكبار على تأصيل تلك العبادات والعادات والتقاليد عند الجيل الصاعد، كانت الأسر وأبناء الحي الواحد يتزاورون ويتبادلون التهاني نهارا والسمر ليلا، كل ذلك ترسيخ للألفة بين الأهل والجيران والأصدقاء، في زماننا هذا اختلت الموازين وضاعت هيبة العيد وإن بقي من تلك التقاليد والعادات شيئا فإنها تكون في أضيق الحلقات وليوم واحد، وقد لا تجد في تلك اللقاءات دفء المحبة والألفة والمودة وإنما واجبات تؤدي في أقصر وقت بلا روح. ويفضل المواطنون في مكةالمكرمة قضاء أيام العيد بتبادل الزيارات رافضين طريقة العيد الإلكتروني التي جعلت الحياة آلة بلا روح ولا ألفة فالزيارات المنزلية فرصة للتواصل وزيادة المودة والألفة والمحبة والإمعان في تواصل الأجيال الشبابية في حضرة الآباء. ويؤمن المواطنون أنه لا جدال بأن العادات والتقاليد في المجتمع الواحد تشكل الجسر الرابط بين الأجيال المختلفة وعلى ذلك يجب تشجيعها والإصرار على فعلها في كل المستويات الاجتماعية وفي كل المناسبات، ويجب أن ندرك جيدا أن المعايدات عبر الرسائل الإلكترونية بين مكونات المجتمع في المدينة الواحدة تلغي الخصوصية الثقافية والاجتماعية. إن تبادل الزيارات الاجتماعية بين الأسر والأصدقاء على كل المستويات العمرية للتهنئة بالعيد ووصل الأرحام ومعاودة المرضى وتفقد حال المحتاج من أهل الحي والمدينة كل تلك الممارسات وظائف اجتماعية ترفع مستوى التضامن والتكافل الاجتماعي وتعمق الألفة بين الناس.ومن المظاهر الإيجابية التي ظهرت في مصليات العيد المنتشرة في العاصمة المقدسة أمس أثناء صلاة العيد حرص الشباب على تقديم القهوة والحلوى للمصلين في انسجام كبير بين أهالي الحي الواحد وفي ألفة وتضامن كبيرين. .