تتميز مكةالمكرمة خلال عيد الفطر برقصة يشتهر بها الاهالي عن باقي المدن الأخرى، ولا تكتمل الفرحة الا بأداء هذه الرقصة في اليوم الأول من عيد الفطر المبارك، حيث يتجمع اهل الحي وبوجود العمدة وكبار السن لتبادل التهاني والتبريكات بمناسبة حلول هذا الشهر، قبل أن يبدأوا بالرقص على أنغام «المزمار» طوال الليلة الاولى من ايام عيد الفطر. ابو سامر 55 عاما أكد أن «المزمار» من أشهر رقصات العيد في مكةالمكرمة على وجه الخصوص، ورثناها عن أجدادنا الذين كانوا يفرحون ويؤدون هذه الرقصة سنويا في اول ايام عيد الفطر، حيث نبدأ في ليلة العيد بتزين المكان الذي يقام عليه الرقص سنويا والعمل يكون جماعيا يشارك فيه الصغير والكبير، وتدفع مبالغ رمزية من كل فرد (القطة) لشراء المستلزمات. وبين محمد ناصر «لقد تعلمت من والدي هذه الرقصة التي كنا سنويا وفي اول ايام عيد الفطر نتجمع ونرقصها تعبيرا عن الفرح بحضور جميع اهالي الحي وعمدته». واشار ان هذا التجمع الذي يقام سنويا يولد حب التآلف والتآخي بين أهل الحي. ويعزز هذا الرأي أبو فادي قائلا «إن أهم الأشياء التي يجب أن تكون في اول ايام العيد هي رقصة المزمار الحجازي، حيث تجهز ادوات الرقص قبل العيد بأسبوع لتنظيفها وتجهيزها لتكون جاهزة للاستخدام في اول ايام العيد مع اهالي الحي والأقارب، ورغم معاناتي من مرض السكري إلا أنني لا أستطيع مقاومة هذه الرقصة الرائعة التي تعودنا عليها منذ الصغر، حيث يعود تاريخها لأيام الحكم الفاطمي بالحجاز، وازدهرت في أحياء ومحلات مدن الحجاز الرئيسية مكة والمدينة وجدة». وأضاف أن المزمار تصاحبه أغاني الفخر والمديح والبطولة والفروسية، وكان مسرحا لاستعراض البطولات وتصفية الأحقاد، إلا انه انتهى ليكون حفلا طربا ملتصقا بالمناسبات الفلكلورية والاجتماعية.