تعتبر لغة المزمار امتداداً لثقافات المنطقة الغربية الممتدة من المدينةالمنورة مروراً بمكةالمكرمة ووصولاً إلى القنفذة، وهي عبارة عن رقصة فلكلورية شعبية من منطقة الحجاز (غرب السعودية)، ويعود تاريخها إلى أيام الحكم الفاطمي، وازدهرت في أحياء ومدن الحجاز الرئيسية مثل مكةالمكرمةوالمدينةالمنورةوجدة والقنفذة. وتسلط «الحياة» في الحلقة الثانية من ملف «الأعراس الحجازية» الضوء على رقصة المزمار، إضافة إلى طقوس «صباحية العروسين» إلى جانب الموال الحجازي الذي انتشر في المنطقة قبل نحو 500 عام. وتطورت أشكال نظام الموال وطرق أدائه، فتغنى به المغنون في جميع المقامات وبطرق مختلفة، ولم يكتف بالشعر الحديث، بل كثيراً ما استخدم الحاذقون من المغنين الشعر القديم كمواويل. ويؤكد أحد المهتمين بفن «المجسات» في مكة المؤدي عبدالله غندور أن الموال الحجازي أو ما يعرف ب «المجس» يغنى من بيتين أو أربعة أبيات أو سبعة وربما أكثر، ويبدأ من مقام معين ثم يتمشى في مقام آخر، ليعود إلى المقام نفسه ثانية بحسب إمكانات صوت المؤدي وتمكنه من التعامل مع المقامات بيسر ومرونة. وجرت العادة في المنطقة الغربية أن يشارك الأهل والأصدقاء والجيران ووالدا العروسين فرحة انتهاء مراسم العرس في صباح اليوم التالي من العرس الذي يسمى ب «الصبحة» أو «الصباحية» أو «التصبيحة»، وهذا اليوم يعتبر تتمة لمراسم العرس في الحجاز، إذ يستيقظ العروسان بعد انتقالهما إلى مخدع الزوجية صباحاً على مباركة الأهل والجيران والأصدقاء.