هذا شعار كان يرفعه عبد المجيد شبكشي دونما أدنى تردد.. ذلك أنه أي عبد المجيد شبكشي الذي تطاولت قامته وهامته لترقى إلى مستوى ماكان يمور في داخله من الأحلام والأماني.. كان إنسانا بمعنى الكلمة.. صدق مع نفسه وتمرد على كل المعوقات التي اكتنفت بداياته الحياتية.. واستطاع أن يكون ذلك الإنسان الذي قلص قدرا كبيرا من السلبيات التي تحيط بمجتمعه.. واختزلها في الإخلاص وصدق النية والطوية.. كانت ثقافاته تعددية واهتماماته أكبر من عمره الزمني.. ولكنه أشعل الأيام وقودا يذكي فيه روح التطلع والصمود والترقي في سلم المسؤوليات. كان كما يقال إنسانا مكتظا بكم معرفي مكنه من أن يفهم ما يجري حوله وأن يكون مؤثرا في مجتمعه.. كان عنيدا يصر على أن لا يغادر الحياة الدنيا قبل أن يغير فيها شيئا يكون مذكورا وأن يضيف إليها شيئا من صنع قدراته وعرق جبينه ما يحمل سماته. باشر كفاحه الحياتي مبكرا وهو فتى يافع، وأقدم على التجربة دون وجل أو خوف.. تدفع به ثقته بالله ثم بأن بالإمكان أكبر مما كان.. فكانت مساهماته الإيجابية بإدارة البرق والهاتف وفي الشرطة والقسم العدلي والحج وبالأمن العام وفي الجوازات فأياديه بيضاء ذات بصمات واضحة لا يستطيع التاريخ معها إلا أن يقف أمامها طويلا. عبد المجيد شبكشي في رحاب الصحافة : ثم إنه استقر به المقام على كرسي رئاسة تحرير الجريدة الأم.. البلاد.. وكان مكتبه بحق صالونا أدبيا أو لنقل حديقة للثقافة والأدب والفن والنجومية.. كانت تعج بالعمالقة ورموز هذا البلد وأساطين فكرها وثقافاتها من النخبة كالعواد ومحمد حسن الفقي وشحاتة وعبدالوهاب آشي وأحمد قنديل والزمخشرى ومحمود عارف ومحمد حسين زيدان.. كانوا جميعا يثرون مجلسه ثقافة وأدبا وشعرا وسيرة وتاريخا.. كنا أيامها محررين صغارا نرى ونسمع ونتعلم منهم.. وكنت رئيسا للقسم الرياضي في الجريدة، ولكن من واقع ثقة عبد المجيد شبكشي إذ كنت ملتصقا به كان يأنس إلي ويكلفني بمهام تمثيل البلاد في المؤتمرات.. كمؤتمر وزراء خارجية الإسلام الذي انعقد في قصر الحمراء وفي مناسبات عدة. كان عبد المجيد شبكشي علامة فارقة ومميزة في جبين هذه المنطقة.. منطقة الحجاز.. إذ لعب أدوارا تاريخية في سبيل خدمة الوطن.. عرض نفسه معها للأخطار.. فاشترى سلامة الوطن بروحه.. وترجم ثقة الأمير عبدالله الفيصل الذي كان وزيرا للداخلية إلى أفعال.. ولعب دورا بطوليا في كشف كثير من حبائل المؤامرات.. وكان أن احتل مكانة بارزة ومرموقة عند المسؤولين وفي مقدمتهم عبدالله الفيصل يرحمهما الله.. وكان من جلسائه الخلص.. ثم إن عبد المجيد شبكشي قد أهدى للوطن فوزي وأسامة اللذين على نهجه واقتداء به تسنما مراكز مرموقة.. ليثبتا معا مقولة «إن من خلف ما مات» .. فشرف فوزي بتمثيل الوطن في الخارج وشرف أسامة بأن تقلب في سلم المسؤولية طبيبا إنسانا.. ثم مديرا لمستشفى الجامعة.. ثم مديرا لجامعة المؤسس.. ثم وزيرا للصحة.. مازال مواطنوه وزملاؤه يذكرون تلك الفترة بإكبار وإعجاب ويعزون إليه كثيرا من المكتسبات التي نلمحها الآن.. ثم إنه استقر به المقام في ألمانيا سفيرا لخادم الحرمين الشريفين.. وكانا من برهما أن رصدا حياة وكفاح والدهما وسيرته الذاتية والعملية وما كتب عنه في كتاب من خمسمائة صفحة كسجل تاريخي حافل وفاء وبرا منهما لأبيهما.. وتلك هي أخلاق الأبرار من الأبناء.. رحم الله ( أبو فوزي ) في مستقر رحمته مع الأبرار وأمد الله نجليه بالصحة وبكمال التوفيق.. وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة