أعلن الجيش السوري الحر في الداخل أمس إسقاط طائرة مقاتلة تابعة للنظام السوري في محافظة دير الزور في شرق البلاد واعتقال الطيار، في الوقت الذي دخلت قوات النظام السوري أقساما من حي سيف الدولة في حلب، وسط تأكيدات من الولاياتالمتحدة أنها لا تستبعد أي خيار يساعد في استبعاد الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة. حيث حصدت أعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا الاثنين 103 قتلى معظمهم في ريف دمشق حيث تستمر العمليات العسكرية منذ أسابيع. ففي تطور ميداني هو الأول من نوعه أعلن المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر العقيد الطيار قاسم سعد الدين في بيان إسقاط طائرة ميغ بواسطة رشاش مضاد للطيران من طراز 14.5 في منطقة دير الزور. وأوضح سعد الدين أن «الطائرة التي تم إسقاطها في منطقة موحسن من نوع ميغ 23 ب ن»، مشيرا إلى أن قائد الطائرة العقيد الطيار الركن مفيد محمد سليمان من مدينة حمص ويسكن في حي الزهراء العلوي وتم أسره والقبض عليه. وأضاف أن سليمان «هو من السرب الذي كنت أطير فيه من مطار السين قبل انشقاقي وخدمت معه 15 سنة وهو من أشد أعداء الثورة السورية». وقالت المعارضة إن «الأسير سيعامل وفق ما يمليه علينا ديننا وأخلاقنا ووفق التزامنا باتفاقية جنيف الخاصة بأسرى الحرب». وبعد أيام على اقتحامها حي صلاح الدين في حلب باشرت قوات النظام السوري اقتحام حي سيف الدولة في غرب المدينة. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية السورية تمكنت أمس من التقدم داخل حي سيف الدولة في مدينة حلب، ثاني الأحياء التي يسيطر عليها المعارضون في المدينة ويدخل إليه الجيش النظامي. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس أن «القوات النظامية السورية مدعمة بدبابات اقتحمت القسم الغربي من حي سيف الدولة وتشتبك مع مقاتلين من الكتائب الثائرة»، مشيرا في الوقت نفسه إلى استمرار القصف على بعض المناطق في حي صلاح الدين في جنوب غرب المدينة الذي كانت دخلته قوات النظام الخميس الماضي، ولا تزال تواجه فيه «بعض جيوب مقاومة»، بحسب المرصد. وقال المرصد إن المقاتلين المعارضين شنوا فجر أمس «هجوما على فرع المخابرات الجوية ومركز الكتيبة المدفعية في حي جمعية الزهراء في غرب المدينة ولم تعرف نتائج الهجوم». وأشار إلى أن «الاتصالات صعبة جدا مع حلب والأخبار قليلة ومحدودة». وفي ريف دمشق، أفاد المرصد عن استمرار القصف على منطقة التل «التي تحاول قوات النظام السيطرة عليها منذ أيام». وكان القصف شمل صباحا أيضا بلدتي عربين وعرطوز ووقعت اشتباكات في بلدتي حرستا والكسوة. وقتل في هذه العمليات الاثنين 27 شخصا. كما أفاد المرصد وناشطون عن حملة مداهمات واعتقالات في أحياء القيمرية وقشلة والشاغور في وسط دمشق صباح أمس ترافقت مع إطلاق نار. من جهتها أعلنت الولاياتالمتحدة الاثنين أنها لا تستبعد أي خيار لضمان تنحي الرئيس السوري بشار الأسد في وقت سرت شائعات عن إمكان إعلان منطقة حظر جوي في سوريا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن «الرئيس وفريقه لا يستبعدون أي خيار في وقت نحاول إيجاد حل لانتقال سياسي (في سوريا) مع جميع شركائنا والشعب السوري». لكن كارني لم يتطرق في شكل واضح إلى إعلان منطقة حظر جوي، مشددا على أن المقاربة الحالية للولايات المتحدة التي تقوم على مساعدة المعارضين بوسائل غير عسكرية وفرض عقوبات اقتصادية تشكل ضغطا على نظام الأسد. وأضاف «ندرس كل الخيارات الممكنة وسنواصل القيام بذلك».