تنعقد القمة الإسلامية الاستثنائية في مكةالمكرمة اليوم في توقيت بالغ الأهمية نظرا لما تشهده بعض الدول الإسلامية من تطورات عصيبة. تحتاج إلى تشاور القادة حول أبعادها، ووضع خريطة طريق لمواجهة تداعياتها. ويأتي على رأس الملفات المطروحة على القمة التطورات السورية، واستمرار نزيف الدم، وعجز المجتمع الدولي عن ممارسة الضغوط الكافية على إرغام النظام السوري، وقف هذا النزيف، أو الرحيل و لاشك أن موقف المملكة واضح ومساند للشعب السوري، وسوف يساهم في بلورة موقف جماعي للدول الإسلامية من الأزمة السورية. وإذا كان الموقف العربي لم ينجح إلى حد ما في تحقيق الأهداف المرجوة. فإن الأمل لايزال قائما، بل كبير أن توفر القمة الإسلامية دعما للموقف العربي. وبما يمثل ضغطا أكثر وضوحا وتأثيرا على الموقف الدولي لاتخاذ خطوات دعم أكثر فاعلية فى الضغط على النظام السوري والقوى الإقليمية والدولية المساندة له. ومن المرجح أن تقر هذه القمة قرارا بتعليق عضوية سورية في المنظمة ليزداد بذلك الحصار على النظام السوري وإفقاده لشرعيته على المستوى العربي والاسلامي. والذي نأمله أن تعمل جميع الدول الإسلامية بلا استثناء على دعم الشعب السوري لأن الأزمة السورية وصلت إلى مرحلة التطهير لشعب مسلم. ونحن على يقين أن الدبلوماسية السعودية ستتمكن من إيجاد الإجماع في القمة حيال الأزمة السورية، والعمل على إنهاء مأساته ومن المؤكد أيضا أن قادة الدول الإسلامية سيستشعرون مسؤوليتهم في البحث عن حلول لمواجهة التحديات التي يواجها العالم الإسلامي والتي تتطلب التوافق والتضامن والابتعاد قدر الإمكان من مظاهر الخلاف. إن الكثير من المراقبين يتوقعون أن تخرج اجتماعات قمة مكة الإسلامية بموقف إسلامي أكثر تضامنا خاصة فيما يتعلق بتطورات الأزمة السورية كملف رئيسي ،وكذلك في الملف الخاص بمينامار وما يتعرض له المسلمون هناك من تصفيات، وهو ما يعني في النهاية أن الجهود السعودية سوف تسهم في بلورة مواقف إقليمية ودولية لمنظمة التعاون الإسلامي الأمر الذي يتيح لها التعبير عن نفسها كمنظمة دولية فاعلة لها دورها في العالم الإسلامي، والعالم أجمع وتمثل سندا للمستضعفين من المسلمين في كل مكان.