محمد جاسم محمد البراك.. قارئ القرآن الكويتي الذي تخرج في جامعة أم القرى بمكةالمكرمة بدأ رحلته مع القرآن الكريم إبان الغزو العراقي للكويت إلى أن أتم حفظه وتجويده، وكانت بدايته مع الأذان الذي زاد تعلقه بكتاب الله فأحب القرآن الكريم وبدأ بحفظ سورة يوسف التي أحبها كثيرا وراح يرددها في كل مكان يذهب إليه، وفي أيام الغزو كان دائما يذهب إلى المسجد للأذان والصلاة بالرغم من المخاطر التي كانت تحيط بهم في تلك الأيام، فكان القلق والخوف يسيطران على قلوب والديه بسبب انتشار القذائف العراقية في سماء الكويت ولكن أصوات هذه القذائف المرعبة لم تزده إلا إصرارا على إكمال مسيرته في رحاب كتاب الله فكان يملأه الشعور بالثقة في النفس وتزداد إرادته قوة مع ارتفاع صوته بالأذان وهنا وجد الدعم والمؤازرة من الأهل رغم خوفهم الشديد عليه بسبب خطورة الأوضاع في هذه الفترة. وبعد أن ختم القرآن الكريم عام 1992م كانت أول صلاة يؤم فيها المصلين وقد كان مترددا وقلقا من هذه التجربة التي دفعه إليها إمام المسجد الذي اقتنع به وبإمكانياته وقدراته وكانت هذه الصلاة هي ركعتا الشفع والوتر.. وبالرغم من أن بعض المصلين قد اعترضوا على إمامة هذا الشاب للصلاة بسبب حداثة سنه إلا أن شيخ المسجد استطاع السيطرة على الأمر وإقناع المصلين بمشروعية إمامة البراك للصلاة واستعان في إقناعهم بحجة أن الصحابي الجليل عمر بن مسلمة كان يصلي بالناس وكان عمره في ذلك الوقت أصغر من البراك. وفي إحدى المرات وكان البراك يؤم الناس في الصلاة وكان الدكتور نجيب الرفاعي من بين المصلين ولما رأى إعجاب المصلين بصوت البراك وحرصهم على الصلاة خلفه اقترح عليه الذهاب إلى مسجد أكبر من هذا المسجد حتى تتاح الفرصة وهيأ له الأمر، وكانت أول صلاة البراك بالمسجد الكبير في ليلة السابع والعشرين من رمضان في العام 1994م، وبعدها التقى بالشيخ الأحمد الصباح الذي ساعده وحقق له أمنيته في إتمام دراسته في المملكة العربية السعودية فابتعثه إلى جامعة أم القرى بمكةالمكرمة ليدرس على حسابه الخاص. وفي مكةالمكرمة اكتسب خلال تلك الفترة الكثير من الخبرات وأصبحت لديه علاقات قوية مع كبار العلماء. وقد تأثر في قراءته بعمالقة القراء في العالم الإسلامي كالشيخ محمد المحسيني والشيخ أحمد العجمي والشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ محمد صديق المنشاوي. ويرى البراك أن حفظ القرآن الكريم على يد شيخ حافظ للقرآن ومتقن لقواعد القراءة والتجويد أفضل من الحفظ عن طريق الأشرطة والتسجيلات حتى يتمكن من تصحيح الأخطاء لتلامذته. ويرى أيضا أن قارئ القرآن يفترض به أن يكون متخصصا حتى لا يحدث أي نوع من أنواع التشتيت للقارئ.