يواصل مسلسل (سكتم بكتم) الرمضاني عرض حلقاته التقليدية على القناة السعودية الأولى وهو من بطولة فايز المالكي وعوض عبدالله وعلي المدفع وأميرة محمد وفخرية خميس وفاطمة عبدالرحمن، ومن تأليف عبدالعزيز المدهش ومن إخراج محمد العوالي، ليكرر نفسه من جديد في حضور تقليدي باهت فكل من يتابع هذا العمل سيكتشف أنه أمام عمل ضعيف من حيث المعالجة الدرامية ومن حيث النص والسيناريو وكذلك أداء الشخصيات فيظهر مدى ضعف التناول للقضايا المطروحة التي هي أكبر بكثير من واقع المسلسل الذي يعاني من انحسار في ذهنية القائمين عليه تجاه حجم القضايا الاجتماعية التي يطرحها المسلسل والتي يجب أن يصاحبها معالجة درامية على مستوى عال بعيدا عن الضعف والهزال الذي يضرب بأطنابه على كافة الحلقات الفائتة ولايرتقي لإقناع المشاهد الذي يتابعه كل يوم في هذا الشهر الفضيل.. ويجيء تناول القضايا المهمة التي يطرحها المسلسل بلغة خطابية عامية مثقلة بالضعف يتخللها الوعظ والإرشاد وكأننا أمام عمل تربوي مدرسي يعاني من الارتباك، واتسمت غالبية الحلقات بهذا الاتجاه الذي يزداد ضعفا يوما بعد آخر، وجاءت حلقة قيادة المرأة للسيارة تحمل شيئا من الخيال والكوميديا التي تنزلق للتهريج الساذج ولم تقدم الحلقة رؤيتها الحقيقية تجاه قضية أشغلت الوعي الجمعي طويلا في بلادنا وهي قضية (قيادة المرأة للسيارة)، أما حلقة الايمو فنجحت فقط في رسم الشخصيات كرسم ومكياج وأزياء أما الأداء فهو مشابه في ضعفه للحلقات السابقة ولم تكن المعالجة الفنية أو الدرامية بأفضل حالا من بقية الحلقات فكانت نهاية الحلقة مضحكة مبكية مخجلة للغاية .. ومثلها حلقة (حريق المدرسة) كانت المعالجة غاية في الضعف في كافة مشاهدها حتى في وفاة الطفلة الصغيرة ابنة (دحيم) التي ماتت في حادثة حريق المدرسة. ويمثل ضعف أداء فريق العمل بوجه عام إشكالية تسيطر على المسلسل ونستثني من ذلك الفنانة فخرية خميس والفنانة فاطمة عبدالرحمن والفنان علي المدفع في بعض الحلقات فقد كانوا هم الأفضل إلى حد كبير وعندما نتحدث عن أداء الفنان فايز المالكي في شخصية (دحيم) فنجد أنه يظهر بأداء أضعف بكثير من شخصية (مناحي) رغم أن شخصية مناحي هي شخصية مستنسخة من شخصية نجدية سعودية كان يؤديها الفنان الراحل بكر الشدي يرحمه الله ولم يضف إليها أي جديد بل إنه ظل منغلقا بداخلها يجنح بها إلى التهريج وترديد عبارات مكرورة سئم منها المشاهد فعلى سبيل المثال يقول وبتقليدية مبتذلة : ( يا ويلي ويلاه) ويرددها مرارا وغيرها من العبارات الأكثر تكرارا وابتذالا .. نتساءل هل توقف فايز المالكي عند حالة معينة ولماذا لم يطور من مستوى أدائه؟، رغم توفر الإمكانات المادية لديه وظل يدور في اتجاه واحد ولا يقدم الجديد، وإلى متى يبقى في دوائر نمطية التكرار؟. وهل باستطاعته الخروج من خطاب (التهريج) إلى خطاب الكوميديا العريض الذي يحمل دلالاته الفنية والثقافية المتنوعة. لكن المالكي يصر على تقديم مشاهد تجعل المشاهد يتهكم وبسرعة على كل مشهد يشاهده وفي مستوى أداء يتراجع ولا يتفاعل معه المتلقي على الإطلاق. أما الفنان عوض عبد الله فلا أعلم من الذي أشار عليه بأداء تلك الشخصية البسيطة التي حمل صاحبها أسنانا بارزة تحاول أن تقلد شخصية (سعيدان) التي كان يؤديها الفنان عبدالله السدحان في مسلسل طاش الشهير لكن عوض عبد الله يغرد في شأن آخر وهذه الشخصية التي يؤديها أساءت للعمل بوجه عام وأساءت للفنان الذي يسكن في أعماقه فنان جيد لو استثمر طاقاته وخرج من أسر تلك الشخصية فهو لديه القدرة أن يؤدي أدوارا أخرى بعيدا عن تلك الشخصية الفاقدة للهوية والملامح التي لا تضيف تميزا لأي عمل تظهر فيه فيتجلى الضعف على تلك الشخصية فينشغل كثيرا في إطباق أسنانه ظنا منه أنها ستجعل المتلقي يستلقي على ظهره من شدة الدهشة والضحك وهي لا تدعو لأي دهشة ولا تحمل أية دلالة فنية .. أقول لفناننا القدير تستطيع الخروج بأي شكل من الأشكال من تلك الشخصية التي لا تروق لك ولا تروق لنا فلديك الكثير من الأمكانات الفنية باستطاعتك اكتشافها من جديد.. وبوجه عام يحاول مسلسل (سكتم بكتم) أن يكون كوميديا من جهة ودراميا من جهة أخرى لكنه لم يستطع أن يتقن لا هذه ولا تلك ؟!! ، ولم يقدم ولو حلقة واحدة تحمل معالجة حقيقية أو أداء متوازنا بل كان المسلسل عبارة عن حلقات منفصلة أو متصلة في البعض الآخر تحاول أن تعالج بعض القضايا المهمة لكن الأداء المتواضع والتكلف في تأدية الأدوار، والخطابية المباشرة أفقدت العمل الكثير من حضوره الفني المطلوب.