تمتاز ينبع الصناعية عن غيرها من المحافظات والبلدات بنشاطات متدفقة تقيمها وتنفذها الهيئة الملكية في كل رمضان وتمتزج في المناسبات الروحانية والمرح والتآلف والمتعة، ويحرص العاملون في الهيئة بمتابعة من رئيسها التنفيذي الدكتور علاء عبدالله نصيف، على اللقاءات الدائمة والإفطار الجماعي الذي يعد الأكبر من حيث الإعداد، إذ وصل عدد المدعوين إلى الفطور 650 شخصا في موقع واحد، وتساهم المناظر الجميلة والشواطئ والأسواق الرمضانية التي تنفذها الهيئة في شهر رمضان في الجذب والامتاع وتحويل ينبع الصناعية. وأشار الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية في ينبع الدكتور علاء نصيف: أن تهيئة الأجواء المناسبة للسكان في الهيئة ساهم في إعطاء المدينة طابعا ورونقا خاصا يختلف عن المدن الأخرى، لعل الإفطار الجماعي الذي تحرص الهيئة على تنفيذه كل عام ساهم في زيادة الأجواء الحميمة والروحانية بين الزملاء في الهيئة. أقام عدد كبير من المطاعم في الهيئة الملكية في ينبع أسواق رمضانية كبيرة وشهدت المواقع إقبالا كبيرا من السكان حتى من خارج المدينة، إذ يحتوي السوق جميع الوجبات الرمضانية الجاذبة، حيث يحرص السكان عند الخروج من أعمالهم التوجه إلى السوق لشراء الاحتياجات قبل الإفطار وتتصدر قائمة المطلوبات السمبوسك، والحلويات، والفواكه، والعصيرات المختلفة. فيما يحرص الكثير من السكان على شراء «رؤوس الأغنام المندي» من السوق وتناولها على الإفطار. نشاطات ليلية عبدالله العرفي من سكان ينبع الصناعية قال: إن الأجواء في ينبع حتى وإن كان الشخص بعيد عن عائلته فإنه يجد فيها الجيران والزملاء في العمل والأقارب حيث الزيارات المتبادلة، ويضيف أن ذلك يخفف عليه لوعة الابتعاد عن أسرته في مكةالمكرمة. النشاطات الليلية والشواطئ الجميلة والحدائق المجهزة بكافة وسائل الترفية والملاعب الرياضية ساهمت بشكل كبير في خروج العائلات لتناول الإفطار على الشواطي، إذ تتوافد العائلات قبل الإفطار وتعد شواطئ ينبع الصناعية من أجمل الشواطي في المملكة، حيث يفضل الشاب ماهر اللحياني تغيير الأجواء والخروج لتناول الإفطار والاستمتاع قبل الغروب وتناول الإفطار مع العائلة. الربح ولا البقاء يتجه عدد كبير من الشباب في ينبع إلى الأسواق الرمضانية بعد صلاة العصر لعرض الوجبات والمنتجات المحلية والعصيرات الطازجة، حيث يتولى شبان سعوديون عرض سلعهم الشعبية في محاولة منهم للتصدي للأغراب والباعة الجائلين من كل الجنسيات ولا يعبأ الشبان بنظرات الاستغراب التي تحيط بهم من كل جانب، فالعمل أمانة ومسؤولية وشرف، يقول محمد سعد وعمر وعبدالله والمتخصصون في بيع السوبيا والفواكه، حيث يعتبرون شهر رمضان فرصة لزيادة دخلهم اليومي بدلا من البقاء في المنازل وفي رأيهم أن مثل هذا العمل يزيد ثقة الشباب في أنفسهم ويحفز الآخرين في الدخول إلى السوق ومنحهم خبرة كافية. الفول سيد الموائد يحرص العاملون في الشركات والمؤسسات في ينبع الصناعية على تنظيم رحلات متتابعة لأداء العمرة أو الزيارة وتتولى الهيئة عمل الترتيبات اللازمة، ويتذكر العم علي الجهني السنوات والأيام السالفة، ويقول: إنه كان يعبر بالجمال قرب موقع الهيئة الملكية، وكانت الأرض صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا زرع وكان الرعاة وأهل البادية يعانون من حرارة الطقس والجفاف الشديد والصحراء المترامية والعواصف والرياح لم تكن هناك وسائل راحة كما هي الآن. ويتذكر العم الجهني (56 عاما) أول يوم صيام عندما كان عمره 12سنة وكاد أن يموت من العطش إذ كان مع والده -رحمه الله- من ينبع إلى بدر في جو شديد الحرارة وكان ذلك أصعب يوم في حياته. يهتم أهالي ينبع، كغيرهم من السكان بتزيين موائد الإفطار بأنواع مختلفة من الأطعمة حيث تعتبر السوبيا والفول والكبدة والسمبوسك من أبرز أنواع الأطعمة التي يقدمونها على موائدهم، بينما تتفنن ربات المنازل في تزيين الموائد بالسلطات المختلفة والعصيرات لكن الفول يعد سيد المائدة بلا منازع.