لا تعرف عين نواف (26 عاما) الغفوة أو «التعسيلة» وهو على الخط الساخن في غرفة الهلال الأحمر يستقبل البلاغات طوال الليل، ويختزن نواف في ذاكرته الكثير من المآسي عن الحرائق والحوادث المرورية وحالات الانتحار التي استقبل بلاغاتها طيلة عشر سنوات هي مدة مشوار عمله في هيئة الهلال الأحمر السعودي. «عكاظ» البارحة زارت فرع هيئة الهلال الأحمر السعودي في الرياض والتقت العديد من العاملين، وكشف مدير الفرع سعود العثمان أنه في المتوسط يجري استقبال 400 بلاغ في اليوم الواحد، موضحا أن الفرق الإسعافية تتعامل في رمضان هذا العام في أجواء صعبة مع اتفاع حرارة الطقس وأشعة الشمس اللاهبة والعمل في أماكن مفتوحة، لافتا أن هذه الظروف تجعل العمل صعبا للغاية. وتابع أنه يتم استقبال البلاغات أثناء أوقات السحور والفطور وهي معاناة كبيرة للفرق الإسعافية. وبين العثمان أن الهيئة قسمت العمل خلال رمضان ليكون على مناوبات صباحية ومسائية لمتابعة جميع الحالات، مؤكدا أنه في أوقات الذروة يتم تكليف خمس فرق إسعافية لتباشر الحوادث خاصة أن مدينة الرياض يوجد بها 24 فرقة إسعافية وتسع فرق تدخل سريع وفرق القيادة الميدانية. وأفاد مدير فرع هيئة الهلال الأحمر السعودي في الرياض أن معدل الحوادث حتى الآن طبيعي والبلاغات المفتوحة وقت الإفطار تكون مستمرة وأن كثرتها تجعل المسعفين يتركون إفطارهم لإنقاذ الأرواح. من جهته، أكد المشرف على القيادة الميدانية مشعل العنزي أن القيادة تتابع العمل بشكل يومي وتتابع الفرق في الميدان والغيابات والمشاكل الميدانية وسيارات الإسعاف للتأكد من جميع التجهيزات وأداء مهامهم على أكمل وجه، مضيفا أننا نعاني بعض الصعوبات من المواطنين والدوائر الحكومية والمستشفيات التي ترفض استقبال المرضى بحجة عدم توفر أسرة ونتعامل مع هذه الأمور جميعها، مؤكدا أن زحمة السير والحرارة تسبب ضغوطا للعاملين في الميدان. وقال المتحدث الإعلامي باسم هيئة الهلال الأحمر بالرياض سعيد الغامدي: خلال جولتنا في مركز تلقي البلاغات أن المركز يعمل على مدار الساعة ويستقبل يوميا مئات البلاغات المتنوعة بين حالات مرضية مثل غيبوبة السكر وارتفاع الضغط وحوادث اصطدام ودهس وانقلاب وحرائق وغيرها، مشيرا إلى أنه حين تلقي الفرق البلاغات يكون هناك وصف دقيق للمنزل وسرعة خروج سيارة الإسعاف ومتابعة من قبل الطبيب المختص للتعرف على الحالة حتى يمكن مساعدتها قبل وصول الفرقة لها، مؤكدا أن الفرق الإسعافية تقوم بدورها على أكمل وجه وهناك تنظيم للمراكز والقوى العاملة بها وخروج أقرب فرقة لمكان الحادث أو المنزل المبلغ. وقال أحد المسعفين: إن العمل الميداني صعب خاصة في رمضان، وأن الثقافة الصحية في المجتمع بسطية ولابد من التبليغ بشكل صحيح عن الحالة ليتم التعامل معها وفق الطريقة الصحيحة، مؤكدا أن البلاغات أوقات الإفطار والسحور مزعجة ولكن نتعامل معها بشكل سريع لأننا مسؤولون عن حياة المواطنين والمقيمين، موضحا أن سيارات الإسعاف تحتوي على جميع التجهيزات مثل الأسرة والأوكسجين والأمصال وغيرها من التجهيزات.