شنت قوات النظام السوري قصفا جويا ومدفعيا عنيفا لحي التضامن في العاصمة دمشق وحي صلاح الدين في حلب أمس، ودارت معارك كر وفر بينها وبين الجيش السوري الحر عقب سيطرة الكتائب الثائرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون في ثاني مدن البلاد الذي انسحبت منه بعد أن فجرت عبوات ناسفة فيه. وقال العقيد عبدالجبار العقيدي مسؤول القيادة العسكرية في الجيش الحر أنهم يعلمون أن جيش الأسد يخطط لهجوم على حلب باستخدام الدبابات والطائرات وأنه يطلق النار عليهم منذ عدة أيام، لافتا إلى أن المعارضة تعول على الانشقاقات من جانب جنود القوات الحكومية حالما يبدأ الهجوم. وأشار إلى إنه في الوقت الراهن لا يمكن للجنود النظاميين أن يتركوا قواعدهم، وحينما يصبحون داخل المدينة سيخلعون الزي العسكري وينضمون إلى مقاتلي المعارضة. وتحدث العقيدي عن قصف بالطيران والمدفعية لحي صلاح الدين في حلب، ووصفه بأنه الأعنف منذ بداية المعركة، مؤكدا أن رغم ذلك لم تتمكن قوات النظام من التقدم. وأشار ناشطون إلى أن سلاحي الطيران والمدفعية قصفا قطاعات تسيطر عليها المعارضة خصوصا في حييي الشعار وساخور في شرق المدينة وصلاح الدين في غربها حيث يحتدم القتال. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن اشتباكات عنيفة تدور بين الكتائب الثائرة وقوات النظام في حي التضامن بدمشق الذي يتعرض لقصف هو الأعنف. وزار عدد من الإعلاميين الحي الذي بدت عليه آثار الدمار في عدد من المحال التجارية والمنازل بالإضافة الى أضرار كبيرة لحقت بالبنى التحتية إذ بدت أسلاك الكهرباء متدلية ومقطعة. وقالت الناشطة المعارضة لينا الشامي إن الجيش السوري الحر انسحب من حي التضامن، لكن عناصره موجودون في كل انحاء العاصمة حيث يشنون هجمات محددة الاهداف ثم يتوارون. وأعدمت قوات الأسد ميدانيا 12 شخصا في حي قاسيون في العاصمة. وأورد المرصد البارحة حصيلة جديدة للضحايا تتضمن سقوط 139 قتيلا في في مناطق سورية عدة أمس. وأشار إلى أن شهر يوليو (تموز) الماضي كان الأكثر دموية منذ بداية حركة الاحتجاجات منتصف مارس (اذار) 2011 إذ قتل فيه أكثر من 4239 شخصا. وتم خطف 48 من الإيرانيين كانوا يستقلون حافلة قادمة من مطار دمشق. واعتبرت المعارضة السورية وجود هؤلاء الإيرانيين بالبلاد في الظروف الراهنة دليلا على تورطهم في دعم نظام الأسد. من جهته، قام العميد السوري المنشق عن النظام السوري مناف طلاس أمس بزيارة الى تركيا للقاء مسؤولين أتراك. وكان أعلن في الأيام الماضية أنه يعد خارطة طريق للخروج من الأزمة.