لكل منا فلسفة خاصة وقناعات متفردة، نشعر بالارتباط العميق بها والاعتزاز بوجودها على الرغم من أنها قد تكون صائبة أو خاطئة وفي بعض الأحيان قاتلة! الأمر أشبه ما يكون بحب الأم وتعلقها بفلذة كبدها مهما كان وكيفما تصرف تجاهها، ومع أن الأمر يبدو شاعريا إلا أن الحياة لن تستقيم بهذه الطريقة. خذوني كمثال، فأنا أجد نفسي على قناعة بأن الإضحاك أو (الكوميديا) ليس فنا سهلا، وبأن رسم البسمة وخلق السرور وانتزاع الضحكة من قلب إنسان عربي متخم بهموم يومية، وصراعات داخلية وخارجية ليس بالأمر الهامشي أو اليسير! خاصة في ظل موجة التكرار المتفشية فيما يقدم على الشاشة من أعمال، وغياب عنصر مهم وهو المفاجأة التي تباغت العقل وتدفع به فورا لحالة من التفاعل المستمر مع المحتوى تنتهي بالضحك الذي يحقق بدوره للمتلقي سلسلة لا تنتهي من الفوائد النفسية والعضوية والاجتماعية!. لكن باعتقادكم ما الذي يحدث فعليا؟ كمتلقية أجيبكم بأنه العكس تماما! مجرد بقبقة!. فالبرنامج الكوميدي الساخر الذي يعرض حاليا في رمضان، والذي جمع أسماء تألقت خلال مشوارها الفني الطويل وقدم أيضا مواهب شابة جديدة، أصابني بالصدمة! فلم أشاهد حتى لحظة كتابتي لهذا المقال حلقة واحدة فيها إبداع في الفكرة! فالمحتوى بدا فارغا يستجدي ضحك المشاهد، عدا عن الابتذال في الرقص وتقليد الشخصيات العامة، والتجريح بالانتقاص من شعوب أخرى وحصرها في صور رمزية محددة، ولم تكن معالجة ما يدور في الشارع الخليجي موفقة بل كانت أقرب إلى التهريج واستدرار الضحك. أخيرا أقول: قد يقتنع الكثير بأن مهمة الكوميديا كفن تنحصر في الإضحاك فقط ربما! لكن إن لم تنجح في إضحاكي فاحترم عقلي كمشاهد بسيط وقدم لي على الأقل فكرة جديدة أو موقفا أتأمله دون أن توترني، فما أبحث عنه هو ضحكة من القلب دون كلام كثير أوصخب.. أي دون بقبقة. [email protected]