الكوميديا الارتجالية أو «الاستاند أب» فن حديث على الشارع السعودي، تم استيراده من الشارع الغربي، وتبنى فكرته عربيا شاب سعودي عرضه محليا ووجد تفاعلا وتجاوبا كبيرا في الداخل والخارج. إبراهيم الخيرالله أحد أبطال الكوميديا الارتجالية يتحدث عن تجربته الفنية وما قدمه من خلالها من رسالة فنية تخدم المجتمع، وتقدم نوعا فنيا جديدا على المتلقين. من أين نبعت فكرة «الأستاند أب؟ وهل توقعتم قبول الجمهور السعودي لها والتفاعل معها؟ بدأت الفكرة عالميا، وكنا نتابعها على الإنترنت مقاطع، أي نحضر العروض الحية في أوقات السفر، ولم أتوقع أبدا التفاعل الكبير في المملكة حتى إن بدايتنا شبابا سعوديين كانت خارج المملكة للكوميدي السعودي فهد البتيري في البحرين، ومن بعدها ابتدأت في الرياض، وكنت أول سعودي يلقي التحية بلسان «الأستاند أب» وقد بدأنا واستمررنا بعروضنا في الجامعات في الرياض والمنطقة الشرقيةوجدة، وأيضا القليل من العروض الخاصة باحتفالات الشركات الخاصة والبنوك. من صاحب فكرة إدخالها إلى السعودية؟ وكيف كونتم فريقكم من الشباب؟ ابتدأت الفكرة من نداء لتجربة الأداء لنتقدم ونجرب، وتم بعدها اختيارنا لنشارك في الحفل وكل كوميديان ينفرد بعمله. كيف استطعتم إقناع المدارس والمسارح بقبول عروضكم؟ ألم تجدوا معارضة أو عوائق في هذه الناحية؟ إضحاكنا للشباب هو الوسيلة الوحيدة، ولله الحمد لا يوجد عوائق، اللهم في البداية كانت مرحلة تثقيفية عن الفن وهو ما نسميه بالفن الارتجالي أو فن صناعة النكتة. هناك من يخلط بين «الأستاند أب» والتهريج في ظل نقص ثقافة هذا الفن لدى الكثيرين..ألم تواجهوا إحراجات في هذه الناحية؟ من يسمع كلمة «استاند أب كوميدي»، يسأل هل هو مسرحية ويجاب بلا، فيتجه قائلا: إذن فهو التهريج، وبالطبع هما مختلفان جدا كاختلاف السماء عن الأرض، والتهريج فن لا يعتمد على الكلام بينما «الأستاند أب كوميدي» لا يخلو من الكلام، بل هو الكلام، ويتميز عن الآخر بكلامه الجميل والمفيد بنفس الوقت، وقد كنت في مقابلة على الهواء مباشرة وكان أول سؤال عن ماهية «الاستاند أب كوميدي»، وقاطعني المذيع في بداية الشرح ليدهمني بالسؤال العجيب: وما الفرق بينك وبين المهرج؟ فما كان لي إلا أن أبتسم وأرد بحزن: نحن سواسية والفرق هو أننا لا نرتدي الأنف الأحمر المستعار. إذن ما «الاستاند أب» كفن بحد ذاته؟ ومن هم رواده؟ وهل تتوقع أن ينتشر في ثقافتنا والبلدان العربية؟ «الاستاند أب كوميدي» أو الكوميديا الارتجالية أو كما يحلو للبعض فن صناعة النكتة، هو فن مسرحي، فن الرجل الواحد، وكل ما كان الكوميدي متألقا في شرحه وعرضه ومتمكنا من إيصال الأفكار بطريقة كوميدية سلسة كان أكثر قبولا، ورواد الكوميديا هم الأمريكيون ولا أتوقع الانتشار بل أجزم به، ونحن كسعوديين انتشرنا عربيا ودوليا والرغبة على عروضنا لقيت المحبة من الجميع في البلدان العربية وباللغتين العربية والإنجليزية. كيف كانت تجربة زميلكم فهد البيتي كأول سعودي يشارك في برامج أجنبية؟ فهد أسميه بالكوميديان الذكي؛ لأنه يعرف كيف يلمس الضحكة عالميا، وقد شارك في أمريكا فلقب بساينفيلد السعودية نسبة للكوميدي العالمي جيري ساينفيلد الأشهر عالميا في هذا الفن، وهذا أكبر دليل على أنه أمتع الجمهور الأمريكي واستطاع أن يثبت أن العالم يمكن أن يختلف على كل شيء ما عدا الضحك؛ فأثبت أن الضحك لغة عالمية. ما مشاريعكم المستقبلية في هذا الفن؟ حاليا وقعنا أنا وعدد لا بأس به من الكوميديين السعوديين والعرب أمثال فهد البتيري وعبدالله السعيدان والبحريني وضاح سوار عقدا مع شركة Luxury Events لنأخذ جولة حول العالم العربي بإذن الله ابتدأت منذ أسبوع في العاصمة السورية دمشق لتدخل معها التاريخ كأول عرض «استاند أب كوميدي» سعودي يتجاوز المحلية، ويتجه إلى الشام وذلك بالتنسيق مع شركة Joy Factor الذي تم وبنجاح وحضور عال جدا ومميز، والقادم بإذن الله مذهل، متمنين أن نخدم البلد بعروض مشرفة للوطن، وأيضا أقوم حاليا بتقديم عروض كوميدية على إذاعة «شمس إف إم» الجديدة ببرنامج أسبوعي كل أحد وثلاثاء بعنوان «خيرو شو» .