يشتهر فصل الصيف عالميا بأنه أكثر فصول السنة مرحا. وهو فصل يتمتع فيه الكثير من الموظفين والموظفات بالإضافة إلى الطلاب والطالبات بإجازاتهم السنوية، فيجدون الوقت الكافي للقيام (بأنشطة) متعددة تستمر طوال الفصل. ولكن عندنا للأسف هو أكثر فصول السنة مللا. فالكل يتذمر من هذا الفصل؛ سواء الموظفون والموظفات أو الطلاب والطالبات، إذ يتحول إلى حياة ليلية يسهر فيها الشباب والشابات إلى مطلع الفجر، وربما إلى ما بعد ذلك بساعات، ويضيع الوقت في كل ما هو (غير مفيد) لعدم وجود أنشطة تملأ وقت نهار الصيف الطويل. المطلوب هو أن تتبنى الأندية الرياضية في كل مدينة فتح أنشطة خاصة بها للشباب والشابات في كل حي من أحياء المدينة. يتم التخطيط والترتيب لها مسبقا بحيث تستوعب كل الميولات والرغبات والهوايات لكل من يرغب في الانضمام لأنشطة النادي صباحا أو مساء. كل ناد ينظم أنشطة صيفية للمدينة التي هو فيها ضمن مسؤوليته الاجتماعية ، فنادي الاتحاد ونادي الأهلي، على سبيل المثال، عليهما مسؤولية اجتماعية في جدة، ونادي الوحدة عليه مسؤولية اجتماعية في مكةالمكرمة، وكل ناد في كل مدينة عليه مسؤولية اجتماعية نحو مدينته، من أولويات تلك المسؤولية تنظيم أنشطة للشباب والشابات خلال الصيف. إذ يجب أن يلتزم كل ناد بوضع ميزانية لا تقل عن (10%) من ميزانيته الأساسية، تخصص للأنشطة الصيفية المجتمعية. ومن الممكن أن يقوم النادي خلال الصيف باستئجار بعض الملاعب الموجودة حاليا التي أقامها رجال الأعمال كمشاريع استثمارية، وهي منتشرة في أحياء المدن ، لتنفيذ البرامج والأنشطة الصيفية التي خطط لها كجزء من مسؤوليته الاجتماعية و(خدمة المجتمع). الأندية الرياضية لها مسؤولية اجتماعية يجب أن تقوم بها، وقيمة لاعب أجنبي واحد وهو أصلا ترف لا ضرورة له في أنديتنا الرياضية، ويتنافى مع الأهداف الأساسية التي أقيمت من أجلها الأندية، تلك الأهداف التي نسيها الجمهور، وللأسف نسيها حتى القائمون على تلك الأندية أنفسهم ، قد تكفي لإقامة مثل تلك الأنشطة على أكمل وجه خلال فصل الصيف. رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار أن يتم، بدءا من العام القادم، تكليف الأندية الرياضية في كل مدينة بإقامة برامج وأنشطة صيفية مكثفة في كل حي من أحياء المدينة التي يوجد فيها النادي، ولا مانع من أن يدعم رجال الأعمال تلك الأندية لتغطية نفقاتها، لتظهر بأفضل حالاتها وأرقاها، لتكون بديلا عن كل ما هو (غير مفيد) الذي يملأ وقت فراغ شباب وشابات المجتمع الآن. [email protected]