أعرب كبير الأعضاء الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور رتشارد لوغار عن مخاوفه من استمرار الأزمة في سورية وما يمكن أن تتركه من تأثير في المنطقة. وأشار لوغار في جلسة استماع عن سورية عقدتها اللجنة إلى عرقلة روسيا والصين جهود الأممالمتحدة لإصدار قرار يساعد في إنهاء الأزمة في سورية، وهو ما أدى إلى تقليص بعثة المراقبين الدوليين فيها. وقال لوغار «رأينا تقارير عن نمو حضور الإرهابيين وعناصر جهاديين في سورية يحاولون الاستفادة من الفوضى المستشرية هناك». ولفت لوغار النظر إلى استمرار انقسام المعارضة. مشيرا إلى أنه «بدلا من زيادة التنسيق بين قوات المعارضة والمجموعات السياسية فهي لا تزال على انقسامها. وهذا ما يثير المخاوف». من جانبه، حذر رئيس لجنة العلاقات الخارجية السناتور الديمقراطي جون كيري من انهيار المؤسسات في سورية، وقال « إن معظم الناس يشعرون بأن آخر شيء تريده هو انتهاج سياسة تؤدي إلى تفجر كامل للدولة السورية من الداخل، لأن ذلك سيكون أخطر أمر على الإطلاق». وأعرب كيري عن أمله أن يتم إيجاد خطة ما تؤدي إلى إنهاء العنف ونقل سورية إلى الديمقراطية. من جهته، دعا السفير الأمريكى مارتن إنديك كبير الباحثين في مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط التابع لمعهد بروكنجز للفكر السياسي في واشنطن ،الولاياتالمتحدة إلى القيام بما يطمئن المجموعات والطوائف التي لا تزال تؤيد الرئيس الأسد والنظام في سورية إلى أن تخليها عنه لن يهمشها ويجعلها خارج المعادلة. وقال السفير إنديك «يجب إقناعهم بأن لهم مستقبلا مضمونا وآمنا في سورية ما بعد الأسد، وهذا ينطبق بشكل خاص على العلويين، ولكن أيضا على المسيحيين وسائر الأقليات السورية». وأضاف إنديك في ذات جلسة الاستماع حول سورية، أن من المهم جدا أن تشعر الطائفة العلوية في سورية بأن لديها بديلا عن نظام الأسد وعن سيناريو الوقوع في الفوضى. وعن هذا السيناريو الخاص بالوقوع فى الفوضى قال السفير إنديك «إنشاء دولة علوية على أنقاض الدولة السورية في الجبال المحيطة باللاذقية وطرطوس، وهذا ما سيضمن استمرار حرب أهلية ونزاع طائفي طويل تكون له عواقب شديدة السلبية». ولكن إنديك شدد على ضرورة العمل السري على القيادات العسكرية العلوية القريبة من الرئيس الأسد وإقناعها بالتخلي عنه، لافتا إلى أن الانشقاقات التي وقعت حتى الآن لا أسماء علوية فيها. من جهة أخرى، أقر انديك بأن روسيا هي التي تقف حجر عثرة حتى الآن في وجه أي تحرك دولي جدي. خصوصا في مجلس الأمن الدولي لإنهاء الأزمة. وأضاف السفير الأمريكى الذى عمل مساعدا لمادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة إبان إدارة الرئيس بيل كلينتون أن الولاياتالمتحدة لا تملك الكثير لإقناع روسيا بتغيير موقفها، لافتا في الوقت نفسه إلى بداية تغيير في الموقف الروسي. وأوضح أنديك أن أسباب تغير الموقف الروسي يعني أنه «إذا كان الروس قلقين، كما أعتقد، من قيام الفوضى ونهوض التطرف الإسلامي على حدودهم الجنوبية، فإن الاستمرار في دعم الأسد هو أقصر الطرق إلى تحقيق الهدف الذي يريدون تجنبه». ثم تحدث إنديك عن هم آخر لدى روسيا، قائلا «إذا كانوا قلقين كما أعتقد أن تنتقل سورية من الخانة الروسية إلى خانة الولاياتالمتحدة أو الغرب، فالاستمرار أيضا في دعم الأسد هو الطريقة الأكيدة لضمان تحقق الهدف الذي يريدون تجنبه». ودعا أنديك الرئيس أوباما إلى التحرك لإقناع روسيا، وقال إن بإمكان أوباما أن يفعل الكثير، على أن تكون الخطوة الأولى هي الاتفاق مع الرئيس فلاديمير بوتين على ضرورة تنحي الأسد قبل الاتفاق على مرحلة ما بعد رحيله.