في العصر الحديث أعاد علماء النفس اكتشاف الأساطير القديمة باعتبارها تمثل تشخيصا لنوازع اللاوعي الجماعي، ولهذا ونحن نرى جرائم رأس النظام السوري في حق شعبه ومن قبله كان والده نتذكر أسطورة كرونوس الاغريقية الذي كان مع زمرته من الجبابرة يحكم العالم، ولأنه أخذ السلطة بالانقلاب على والده لهذا كان يشعر بالخوف من أن يقوم أبناؤه بالمثل، فصار كلما ولد له ولد يفترسه ويحبسه في بطنه حتى ولد زيوس فخبأته أمه وخادعت والده وجعلته يبتلع حجرا بدلا عنه، ولما كبر زيوس قام بالثورة على والده وحرر إخوته من بطن والدهم وبعد حرب لزيوس وإخوته ضد والدهم وزمرته دامت عشر سنوات انتصر زيوس وصار حاكما للعالم، بعدها جاءته النبوءة بأن ابنه سيخلعه من الحكم، فابتلع زوجته الحامل لكي لا تلد هذا الابن وكان بنتا «أثينا» فتسببت بشق رأسه وخرجت منه بكامل العدة الحربية صارخة بصرخات الحرب.. وهكذا جيلا بعد جيل يبقى الأب يفترس أبناءه مادامت الثقافة الاجتماعية السياسية المستبدة السائدة هي ذاتها وهي التي تولد الصراعات، والمعضلة أن الطغاة لا يشاهدون الأخبار الحقيقية، وإلا فالفطرة البشرية مهما كانت مشوهة لا يمكنها احتمال أن تكون سببا لكل هذه المعاناة والفظاعات بحق الناس.. كما في مثال أعظم أباطرة الهند أشوكا حكم 237 273 ق. م ووحد الهند بدموية تضمنت قتله لإخوته، لكن بعد انتصاره في معركة صادف أن رأى آثارها على الناس، هاله الأمر ورثاهم بالقول: «ماذا فعلت ؟!، إن كان هذا انتصارا، فما هي الهزيمة إذن ؟!، هل هذه بسالة أم حقارة ؟، أهي بسالة قتل النساء والأطفال؟..» .. واعتنق مذهب اللاعنف وكتب مواثيق لحقوق الإنسان والسلام واللاعنف تجاه الإنسان والحيوان على أعمدة لازالت قائمة عبر الهند. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة