تصور لو أن رجلا مرض فاستفتى ولده الشيوخ في حكم علاجه لوالده، وتكون الفتوى أنه لا يجب على الولد علاج والده، وأن كل ما يجب عليه هو فقط الطعام والشراب والكساء الذي يقيه العري رغم أن الوالد ممنوع من العلاج إلا بإذن الولد، وإذا رآه يتلوى من الألم ويستجدي لأخذه للعلاج فله أن يتجاهله ويهمله حتى يقتله المرض ويكون ضمير الولد مستريحا. ماذا ستكون ردة الفعل تجاه فتوى كهذه؟ لنقلب الآية ولنقل إن هذا تماما ما يتم الإفتاء به في حكم علاج الزوجة، ففي مجتمع يتم فيه حض المرأة على عدم العمل والتزام البيت وحتى قطع علاقاتها بأهلها طاعة لإرادة الزوج، وعدد السعوديات العاملات لا يتجاوز 565 ألفا من 8.4 مليون سعودية هذا إن ترك لها راتبها ويتم إفتاء الأزواج الذين يسألون عن حكم علاج الزوجة بأنه غير واجب! ما النتيجة المتوقعة غير إهمال الزوجة حتى يستشري المرض ويقضي عليها وكان يمكن أن تتعالج وتتابع حياتها لولا أن الزوج استراح ضميره لفتوى تقول له إنه عندما يسمع بكاء وتوسلات زوجته التي تقاسي ويلات المرض فله ببساطة أن لا يبالي ويتركها تصرخ وتتلوى من الألم حتى الموت، فحسب هذه الفتوى ليس واجبا عليه حتى شراء دواء لها ويكون ضميره مرتاحا وينام ملء جفنيه وزوجته تنتحب بلوعة العجز والذلة والهوان لظلم زوج خدمته عمرها وسهرت عليه في مرضه ولما مرضت وجاء وقت وفاء الإحسان بالإحسان يسأل الزوج الشيوخ هل يجب عليه علاجها؟!. لو كان في هذا الرجل ذرة مروءة ووفاء الإيمان لما خرج منه سؤال كهذا، خاصة أن المرأة تحتاج لإذن الزوج المكتوب لتتعالج! أين هذا من مقولة أن الإسلام كرم المرأة وكفل لها حياة كريمة طوال حياتها وأن هذه هي فضيلة حال المرأة المسلمة على الغربية التي يكفل لها القانون الغربي أن تأخذ نصف ثروة زوجها عند الطلاق ويوجب على الرجل علاج حيوانه الأليف ناهيك عن الزوجة ودول كايطاليا وتشيلي تصرف رواتب لربات المنازل، من يتوقع القائلون بهذا الرأي أن ينفق على علاج الزوجة؟! وقد صرنا في زمن نسمع يوميا قصص نساء طردهن الإخوة والأبناء للشارع؟! هل تستجدي الغرباء لعلاجها؟! هل هذا هو تكريم المرأة؟! ماذا لو أعلنت دولة غير مسلمة أنه لا يجب عليها توفير العلاج لمواطنيها المسلمين؟ حقيقة في مثل هذه المواضع تبرز أهمية مشاركة العالمات في الواقع الفقهي لمراجعة مثل هذه الأحكام المتحيزة التي لم تبن على دليل شرعي منصوص عليه، إنما هو التحيز للرجل والنظرة غير الإنسانية للمرأة، ألا يتصور القائلون بهذا القول ما هو شعور المرأة المسلمة وهي تسمعه ويشعرها أنها مجرد غرض لاستعمال الرجل بلا حقوق ولا كرامة إنسانية؟ ألن يفتنها هذا عن دينها؟ وهل هناك حق أبسط وأكثر بديهية من إلزام الزوج بعلاجها وهي في أشد حالات عجزها وحاجتها؟! هل تطبيق هذه الفتوى سيؤدي لمصلحة أم لمفسدة؟ لعدل أم لظلم؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة