بما أن الجمهوريات العربية صارت وراثية فالدراما العائلية في الثورات هي جبهة لوحدها، فحسب تسريبات ويكيليكس؛ أغلب التقارير الأمريكية السرية عن ليبيا كانت عن أولاد القذافي الثمانية ووصفتهم بالعابثين ويستخدمون مؤسسة النفط كجيبهم الخاص، وكانت مهتمة بالصراع بين سيف الإسلام الابن الثاني والمعتصم بالله الابن الخامس على خلافة والدهما، وكان الغرب يفضل سيف الحاصل على الدكتوراه بتحويل الأنظمة الاستبدادية لديمقراطية من جامعة بريطانية! وأنشأ مؤسسة خيرية حل عبرها القضايا التي أبقت بلده تحت الحصار لعقود وسعى لإصلاح أوضاع حقوق الإنسان، وبدأ برنامج لمناصحة الجماعات الإرهابية بالسجون وأخرج الآلاف منهم، لكن مساعيه اصطدمت بالحرس القديم وبإخوته فاعتزل وانتقل للندن منذ 2008م، ورجع مع بداية الثورة وألقى خطابه الذي صدم من عرفه بلهجة تهديده لليبيين، وكان سبب ظهوره تكذيب أول خبر في الثورة عن العائلة بأن المعتصم أطلق النار على سيف وقتله، والمعتصم خريج كلية الطب ونال رتبا عسكرية وقام بانقلاب فاشل على والده فاضطر لترك البلد للفترة «2001 2005م» وبعد المصالحة أعطي منصب مستشار الأمن القومي، والمفارقة أن الولدين اللذين اضطرا للبقاء خارج ليبيا للخصومة مع نظام والدهما هما اللذان بقيا معه حتى النهاية بينما هرب أربعة للخارج وقتل ثلاثة، وبعد دخول الثوار للعاصمة وهروب عائلة القذافي عبر أنفاق مجمع العزيزية تركوا محمد الابن الأكبر الذي من زوجة أخرى وأمه ليقعوا في أيدي الثوار فاضطر للاستنجاد عبر الجزيرة وكاد يقتل على الهواء مباشرة وتشاهد لكن جاء من هربه، واتهم الساعدي ومحمد أخاهم سيف بتصليب موقف والدهم، وقاد المعتصم عمليات سرت وفي الصور التي ظهر فيها حيا بعد الأسر كان مصابا عندها بعشر رصاصات منها واحدة في العنق وبعدة شظايا، وقتل لاحقا بطلق بالرأس والصدر حسب الطبيب الذي عاين الجثة. وسيف حسب مذكرة اعتقال من محكمة العدل الدولية صار مجرم حرب، وقبيلته «القذاذفة» تطالبه بحمل الثأر. وكان يمكن للقذافي تجنيب أولاده وبلده هذه الحرب وتبعاتها لو استجاب لرغبة شعبه بترك السلطة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة