لم يلبث المواطن أحمد محمد العمري أن يفرح بتعيينه معلما هذا العام.. حتى داهمه وطفله مرض غامض ظل إثره يراجع المستشفيات الحكومية والخاصة واحدا تلو الآخر قبل أن يعرف الأطباء علتهما. يقول أحمد ل «عكاظ»: الحمد لله على قضاء الله وقدره، فقد رزقت قبل أشهر بطفلي الأول (محمد)، وبسبب خطأ طبي تأثر بشكل حاد الجهاز العصبي المركزي لديه، مما جعل تغذيته عن طريق أنبوب خاص، وأكد الأطباء أهمية المتابعة المستمرة والعلاج الطبيعي والتأهيلي المكثف في المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة، مشددين على أن أي اهمال في المواعيد قد يتسبب في مضاعفات لا تحمد عقباها، ورغم كل ذلك جاء نقلي إلى مركز (حبونا) بمنطقة نجران بعد أن تم تعييني مؤقتا في جدة. ويضيف أحمد: أنا الآن بين أمرين إما أن أترك علاج ابني وأذهب إلى (حبونا) التي لا تتوفر فيها المراكز الطبية المتخصصة في علاجه، أو أترك وظيفتي التي ظللت أنتظرها منذ 5 سنوات، ناهيك عن المرض النادر الذي ألم بي أنا كذلك وهو متلازمة بهجت (Behcet's disease) الذي أرهقتني أعراضه وأوجعتني آلامه، وبسببه أجريت عملية جراحية في كتفي الأيمن، وأصبحت أتردد على عيادات الباطنية والروماتيزم والعيون في كل شهر، ومما زاد من سوء حالي هو أنني أعاني من تكون حصوات كلسية في الكليتين وبشكل مستمر، مما اضطرني لتفتيتها وتركيب دعامات أكثر من مرة، وكل هذا يتوجب علي أن أعمل الفحوصات والأشعة التي لا تتوفر إلا في مراكز متخصصة، ولكن تعييني في منطقة نجران وبالأخص في (حبونا) سيقف عائقا أمام استمرار علاجي وابني. واستطرد أحمد قائلا: أنا لا أطلب التعيين في مقر إقامتي (الطائف)، وإنما في جدة حيث أني أراجع بابني منذ شهور في مستشفى الحرس الوطني، فضلا عن توفر العديد من المراكز الطبية المتخصصة. وناشد أحمد عبر «عكاظ» صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم بالنظر إلى ظروفه، حيث إنه لم يطالب بذلك إلا للظروف الصحية لطفله الوحيد، وصحته هو. قائلا: «كلي أمل بوزيرنا الإنسان، الذي طالما ينادي بحقوقنا، وتوفير كل السبل التي تساعدنا على تقديم ما يفيد العملية التربوية والتعليمية». «عكاظ» نقلت معاناة أحمد إلى المسؤولين في وزارة التربية والتعليم، وقال مصدر مسؤول «على المعلم رفع أوراق ظروفه الخاصة من الإدارة التي تم نقله إليها، وبالتالي سيتم النظر فيها وفق ضوابط وشروط لجنة الظروف الخاصة بالوزارة».