في معادلة الخدمات الصحية يصف الأطباء التدخل الجراحي بأنه «آخر العلاج»، فيما كبسولات الدواء وعقاقيره هي أول وصفة يبدأون بها مداواة مرضاهم. إلا أن الأخير صار في نظر كثير من المواطنين صعبا حد الإنهاك. وتحدث مواطنون التقتهم «عكاظ» أمس الأول، قبل ساعات من انطلاقة جلسات الحوار الوطني عن الخدمات الصحية، حول إنهاك يواجه المرضى في رحلة البحث عن العلاج اليومي، وقالوا «إنهم يجبرون على شرائه بتكاليف باهظة أحيانا من الصيدليات الخارجية وخاصة إذا كان الدواء مستمرا مع المريض وليس لفترة محددة». فيما علقوا آمالهم بما سيطرح على مائدة ملتقى الحوار الوطني من طرح للمشاكل الصحية ودراسة السبل الكفيلة بمعالجتها ومنها عدم توفر بعض الأدوية التي يتناولها المرضى بشكل مستمر داخل صيدليات المراكز الطبية الحكومية . وقال المواطن سالم آل بحري إن والدته تعاني من آلام باطنية أجبرتها على عدم تناولها للأكل لمدة تجاوزت 17 يوما وصرف لها الطبيب ثلاثة أنواع من الأدوية منها علاج فاتح للشهية، ولم أجده في الصيدلية فتم تحويلي إلى الصيدليات الأهلية منذ مرض والدتي وأنا أراجع صيدليات مستشفى النساء والأطفال ولم أجده متوفرا مما جعلني مضطرا لشرائه من الصيدليات الأهلية بسعر يتجاوز الخمسين ريالا. ويكمل محمد حمد آل دويس الذي صادفته «عكاظ» داخل مستشفى الأطفال والولادة في نجران المعاناة قائلا «لدينا شقيقي الأصغر احترق بزيت قلي وتأثر جدا وعندما تم استقباله في المستشفى صرف له طبيب الطوارئ نوعين من الأدوية صرف لي الصيدلي نوعا والآخر سوف أبحث عنه خارج المستشفى. في الجانب الآخر يؤكد الصيدلي محمد إمام أحد العاملين في صيدلية أهلية في المنطقة أن أغلب المرضى قادمين من المستشفيات للبحث عن أدوية لم تتوفر داخل المراكز الطبية الحكومية من ضمنها أدوية الأطفال «الحرارة والبلغم» وأدوية البواسير والروماتيزوم خاصة أنها أدوية تطلب بشكل دوري ومستمر.