ما شعورك وأعصابك لو اشتريت سلعة واكتشفت بعد أيام أنها صنعت لتخرب، وفي هذا حدث ولا حرج، أو دخلت مطعما ثم اكتشفت أن الأكل يسد نفسك، ولمن تشكو، والشكوى لغير الله مذلة، وهل معقول تشتكي على مطعم، وبالتالي اقلب وجهك!. مؤخرا أمضيت أسبوعين مع ابني في الولاياتالمتحدة، وفي أحد المطاعم المعروفة أبديت ملاحظة على صنف، فما كان من الجرسون إلا أن اعتذر ببشاشة واستبدله سريعا، وفوق ذلك عرضوا مقبلات وحلو تختار منها ما تشاء مجانا، لحظتها تأكدت بالثلاثة أنهم قوم يحترمون عملهم ويؤدونه بأخلاق وضمير ونظام، وأن «الزبون عندهم دائما على حق» لأن سمعتهم أهم من دولارات معدودة.. وهنا تساءلنا عن حال مطاعمنا ؟. موقف آخر هناك أيضا، عندما وصلنا إلى المطار لرحلة العودة إلى جدة، اكتشفنا أننا نسينا حقيبة فيها أوراق وهدايا ثمينة، وإذا ما عدت إلى الفندق الذي يبعد نحو ساعتين ذهابا وإيابا، فحتما الرحلة ستغادر، فطلبت الفندق وشرحت لهم الموقف، ووصفت لهم الحقيبة ومكانها وسألوني عن محتوياتها، فقالوا إنها موجودة، وطلبت منهم أن يشحنوها على عنوان ابني في ولاية أخرى فرحبوا وكل ما طلبوه هو السداد بالبطاقة لتكلفة شركة الشحن ليس أكثر، وبالفعل وصلت الحقيبة بالتمام والكمال.. ومن جديد تبادر السؤال: ما مصير الحقيبة لو نسيها صاحبها في فندق أو مستشفى أو شركة طيران في بلادنا وغادر إلى بلاد بعيدة، هل يعبرك أحد ؟!. بالطبع لا أسيء الظن، ولكن أترك تجربة واحدة تجيب: فقبل أيام توجهنا للإفطار في مطعم بجدة من ذوات الخمس نجوم طلبا للراحة وضمانا لجودة الطعام خاصة المشويات لكننا فوجئنا أنها باردة ونيئة، فطلبت الجرسون ولم يعطني حلا، فطلبت المدير ولم أجد منه إلا ردا (أبرد من الوجبة) مجرد اعتذار مع تأكيد على الحساب كاملا بالهللة قبل الريال، فتأكدت بالثلاثة أيضا إن الزبون عندنا ليس على حق أبدا، وفي هذا قصص طويلة ومواقف سخيفة، ولا تجد إنصافا ولا تصل شكواك إلا إذا حدث عراك وبلاغ أو تحترم نفسك وتمسك أعصابك والباب.. حقا أين نحن من التوجيه النبوي الشريف «من غشنا فليس منا» ؟!..